نصائح تغذية

البروتينات و اهميتها للجسم

تعتبر البروتينات حجارة البناء التي يبني منها الجسم، ولن تتمكن من دونها من إصلاح أو استبدال خلايا جسمك. ويحتوي جسم رجل يبلغ وزنه 70 كيلوغراما على حوالى 11 كيلوغراما من البروتينات، يتركز نصفها تقريبا في العضلات الهيكلية.

لماذا يحتاج الجسم إلى البروتينات؟

للبروتينات استعمالات عديدة ومهمة في الجسم، فهي المكون الأساسي للأنسجة البنوية كالجلد والكولاجين الذي يكون الأنسجة الضامة كالأوتار الرابطة. إضافة إلى ذلك، يحتاج الدم للبروتين لخلايا الدم الحمراء والبيضاء والعديد من مكونات البلازما. وتعتمد المناعة في جسمك كذلك على البروتين الذي تحتاج إليه لتشكيل الأشكال المضادة وخلايا الدم البيضاء التي تحارب المرض، كما تتطلب بعض الإنزيمات و الهرمونات (كالإنسولين على سبيل المثال) للبروتينات.

يلجأ الجسم في حال عدم حصوله على الطاقة الكافية من الطعام الذي تتناوله إلى استعمال البروتينات الوظيفية أي البروتينات التي تشكل جزءا أساسية من بنية الجسم، إلا أنه سرعان ما يعاني من نقص في البروتين. كما قد تؤدي بعض العوامل کالجروح والالتهابات وأمراض السرطان والسكري غير المتحكم به والجوع إلى خسارة كميات كبيرة من البروتينات، فيبدأ الجسم بخسارة العضلات لإنتاج طاقة تكفيه للقيام بوظائفه. ولكن تجاهل هذه العوامل والظروف قد يشكل خطرا جسيما يهدد حياتك.

ما هي البروتينات؟

الاحماض الامينيه البروتينات هي مكونات كبيرة أو وحدات صغيرة يطلق عليها الأحماض الأمينية. وتحتوي هذه الأخيرة على الكربون والهيدروجين والأوكسيجين والنيتروجين وبعض ثاني أكسيد الكبريت. وتضم الأحماض الأمينية جميعها على مجموعة أسيد ومجموعة أمينية مرتبطة بذرات الكربون، ويقصد بتعبير (الأمينية)، الجزء المكون من النيتروجين والهيدروجين.

وقد يرتبط الجزء الأميني في الحمض الأميني الواحد بجزء أسيد من حمض أميني آخر فيشكلان معا بالتالي ثنائي الببتيد. ويطلق على الرابط الذي يربط بين الجزئين البيتيد الرابط. وعندما يرتبط أكثر من حمضين أمينيين معا، يتشكل ما نطلق عليه تسمية عديد الببتيد. وقد تضم بعض نماذج البروتين 500 حمض أميني و أكثر مرتبطين ببعضهم.

يحدد حجم عديد الببتيد وشكله ماهية البروتين ووظيفته. تتألف بعض أنواع البروتين من عدد من عديد الببتيد، ويتميز كل نوع بمميزات بروتينية خاصة، فبروتينات العضلات البشرية على سبيل المثال تختلف عن عضلات العجل.

كيف يستعمل الجسم البروتين؟

طعام يحتوي على بروتين تتفتت البروتينات في الجسم إلى أحماض أمينية وببتيدات صغيرة بفضل الإنزيمات (البروتياز) في الأمعاء. ينقل مجرى الدم الببتيدات الصغيرة والأحماض الأمينية عبر مجرى الدم إلى الكبد حيث تستعمل أو تنقل إلى خلايا الجسم.

يعتبر الكيد أهم المواقع التي تشهد أيض (عملية التمثيل الغذائي) الأحماض الأمينية والبروتين. ولا بد من الإشارة إلى أن الجسم يغير من ماهية الأحماض الأمينية الكيميائية ليتمكن من استعمالها كطاقة أو يحولها إلى أنواع أخرى من الأحماض الأمينية والبروتين أو إلى يوريا ( التي تؤلف البول الذي يتخلص منه الجسم).

تقاوم بعض أنواع البروتين كالكولاجين في الأنسجة الضامة والأنسجة الرابطة عملية الهضم وتنتقل عبر الأمعاء من دون أن يطرأ عليها أي تغيير ليتخلص منها الجسم في وقت لاحق.

تتألف جميع البروتينات التي يحتاج إليها الجسم من 20 نوعا مختلفا من الأحماض الأمينية، وقد يكون الجسم بعض هذه الأحماض الأمينية بالاعتماد على أحماض أخرى. ويعجز الجسم عن تكوين ثمانية أنواع من الأحماض الأمينية، ويتعين عليه أن يستمدها من الأطعمة، وتعرف هذه الأحماض الأمينية الثمانية بالأحماض الأمينية الأساسية. وغالبا ما يحتاج الأطفال إلى هذه الأحماض الأساسية، وإلى نوعين إضافيين لضمان نمو متوازن.

من أين يحصل الجسم على البروتينات؟

يساعد تناول المنتجات الحيوانية كاللحوم والأسماك والبيض والحليب ومنتجات الحليب و المنتجات النباتية كالحبوب والفاصولياء والخضار الجسم على الحصول على حاجته من البروتين. تحتوي جميع مصادر البروتين على بعض الأحماض الأمينية الأساسية ولكن بكميات متفاوتة. كما تحتوي بعض الأطعمة كالحليب والبيض على خليط ممتاز من الأحماض الأمينية، إلا أنها غالبا ما تفتقر إلى أحد الأحماض الأمينية الأساسية أو لا تحتوي إلا على كميات قليلة منها لا تكفي حاجات الجسم. ومن هنا لا بد من اتباع نظام غذائي يحتوي على خليط من مصادر البروتينات للتأكد من حصول الجسم على كمية كافية من الأحماض الأمينية الأساسية.

حاجة الجسم للبروتين ما هي كمية البروتين التي تحتاج إليها؟

تتألف الأغذية التي يعتمد عليها النظام الغذائي في المملكة المتحدة من معدل بروتين عال بالنسبة إلى الطاقة التي يحتاج إليها الجسم. في الحقيقة، من غير المرجح أن يفتقر النظام الغذائي الذي يوفر طاقة كافية إلى البروتين. إلا أن هذا الأمر يبقى محتملا في حال احتواء نظامك الغذائي على سعرات حرارية فارغة، كالسكر الذي يمنح كثيرا من الطاقة، ولكن كميات قليلة من البروتين.

حاجات خاصة

لا بد من التأكد من حصول الأطفال، والنباتيون، والنساء الحوامل والمرضعات على كميات كافية من البروتينات في نظامهم الغذائي.

الأطفال

يحتاج الأطفال إلى كميات إضافية من البروتينات لضمان نموهم نموا سليما، وتبلغ متوسط حاجة الطفل البالغ من العمر أربعة إلى ستة أشهر من العمر التقديري أكثر من ضعفي ما يحتاج إليه الشخص البالغ، أي حوالي 1.4 غرام لكل كيلوغرام في اليوم. ويقدر أن تشكل الأحماض الأمينية الأساسية 40% من البروتين الذي يتناوله الأطفال، مع ضرورة أن تتألف هذه النسبة من مجموعة متناسبة ومعينة من الأحماض الأمينية. وتنخفض هذه النسبة لدى الأطفال في عمر السنتين إلى ثلاثة سنوات إلى 32% ، وإلى 22% لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عمر 10 إلى 12 سنة، وإلى 11% لدى الراشدين.

كما سبق ذكره، يحتاج الأطفال إلى نوعين إضافيين من الأحماض الأمينية الأساسية لضمان نموهم نموا سليما. وغالبا ما نجد هذين النوعين في مصادر البروتين التي تؤمن الأحماض الأمينية الأساسية الأخرى. ومن هنا يمكننا الجزم بأن الأنظمة الغذائية النباتية، أو التي تعتمد على الحبوب بعيدا عن المنتجات الحيوانية (بما في ذلك منتجات الحليب)، لا تناسب الأطفال لأنهم غير مؤهلين بعد لتكوين هذه الأنواع من الأحماض الأمينية الأساسية. وبما أن هذا النوع من الأنظمة الغذائية يحتوي على كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالألياف، فإنها تعجز عن تأمين مخزون كاف من الطاقة على شكل دهون وكربوهيدرات، وبالتالي يستعمل البروتين لتعويض هذا النقص.

النباتيون

لنفترض أنك تتبع إرشادات خاصة لتضع لنفسك نظاما غذائيا متوازنا، فستجد أنه بإمكانك الحصول على الأحماض الأمينية الأساسية وغير ذلك من المغذيات التي تحتاج إليها من دون تناول اللحوم أو الأسماك، ولكن يجب أن لا تغفل ضرورة تنويع مصادر البروتين، وفي الحقيقة تختلف إرشادات الحمية وتتنوع استنادا إلى أنواع الطعام التي تختار أن تتجنبها. فالنباتي الذي يأكل منتجات الألبان والبيض يتناول البروتينات الحيوانية كالبيض والحليب ومنتجات الحليب، وخصوصا الجبنة. في حين يجد النباتي الذي لا يأكل إلا مصادر البروتين النباتية صعوبة في ضمان الحصول على جميع المغذيات الضرورية، علما أن الحصول عليها جميعا يبقى أمرا مستحيلا في هذه الحالة. لذلك، تنصحك التأكد من قدرتك على إعداد نظام غذائي متوازن وسليم قبل أن تصبح نباتيا. في حال اختارت الأم أن تربي طفلا باعتماد نظام غذائي نباتي، فلا بد أن تلبي حاجته من الطاقة، وذلك بتقديم وجبات أولى بعد الفطام تكون غنية بالحبوب والموز والأفوكادو، وإضافة إلى ذلك لا بد عند تقديم أنواع جديدة من الأطعمة للطفل أن تتبع الأم إرشادات معينة، كأن تعلم على سبيل المثال الأطعمة التي يجب تجنبها قبل بلوغ الطفل عامه الأول. كما يتعين عليها أن تقدم إلى طفلها مصادر البروتين النباتية عند كل وجبة، لأنها تساعد على موازنة الأحماض الأمينية، ولا تنسي أيتها الأم أن تدعمي نظام طفلك الغذائي بالفيتامينات والمعادن الضرورية، وذلك بعد استشارة اختصاصي صحة، مثل مراقب صحي أو خبير غذائي.

المرأة الحامل والمرضع

تحتاج المرأة المرضع إلى ست غرامات إضافية من البروتين الخالي من الدهون والسكريات لينمو طفلها ويكبر بشكل سليم ، ولتتمكن كذلك من تلبية حاجتها التي تزداد، لا سيما وأن أنسجة جديدة تتكون في جسمها.

إضافة إلى ذلك، تحتاج المرضع إلى كميات كبيرة من البروتين والطاقة، وللحفاظ على كمية كافية من الحليب الغني بالبروتين، يقدر الباحثون أن الأم المرضع تحتاج إلى 11 غراما إضافيا من البروتين يوميا منذ ولادة طفلها حتى بلوغه ستة شهور من عمره، ومن ثم تنخفض حاجتها بعد ذلك إلى 8 غرامات إضافية يوميا، إذ يبدأ معظم الأطفال في هذا العمر بتناول أطعمة أخرى إضافة إلى حليب الأم.

أما في حال كانت المرأة تتبع نظاما غذائيا نباتيا، أو نظاما يعتمد على الحبوب، فقد تحتاج إلى الحديد والفيتامينات في أثناء حملها وطوال فترة الإرضاع. ولا بد أن تمتنع الأم عن تقديم حليب الصويا باستمرار إلى طفلها لأنه لا يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية. ومن هنا فالأفضل أن تناقش كل امرأة نظامها الغذائي ونظام طفلها مع خبير غذائي مؤهل.

 

مقالات ذات صلة