الحروق Burns
عوامل الخطر
العمر: ليس عامل مهم.
نوع الجنس: أكثر شيوعا في الذكور.
الوراثة: ليس عامل مهم.
نمط الحياة: العمل مع المواد الساخنة أو الكاوية هو عامل خطر.
نظرة عامة
الحرق هي إصابة في الأنسجة، أكثرها شيوعًا أنسجة الجلد، نتيجة التعرض للحرارة أو المواد الكيميائية أو الكهرباء أو الإشعاع. غالبية الحروق بسيطة نسبيًا، ويتم علاج أكثر من مليوني شخص سنويًا يعانون من الحروق كمرضى خارجيين في الولايات المتحدة لوحدها. يعاني حوالي 70،000 شخص من حروق تتطلب علاجًا ومبيتاً في المستشفى، ويموت أكثر من 5000 شخص كل عام بسبب الحروق.
تتراوح الحروق بين تلف بسيط في الجلد لا يتطلب سوى إسعافات أولية والإصابات الكارثية التي تحتاج إلى علاج مكثف في المستشفى ولها معدل وفيات كبير. معظم الحروق تكون نتيجة للحرارة الناتجة عن اللهب أو السوائل الساخنة أو البخار أو عن طريق ملامسة جسم ساخن. ومع ذلك، يمكن أن تكون الحروق أيضاً ناتجة عن المواد الكيميائية مثل الأحماض والقلويات والكهرباء والإشعاع، وكلاً من الإشعاعات غير المؤينة مثل الأشعة فوق البنفسجية في ضوء الشمس والإشعاع المؤين من المصادر المشعة.
الأنواع والأعراض والعلامات
تصنف الحروق وفقا لعمقها. الحروق من الدرجة الأولى، مثل حروق الشمس، تتأثر بها الطبقة الخارجية من الجلد فقط (البشرة). يكون الجلد بها أحمر وملتهب ومؤلم ويصبح جافًا وقشاريًا أثناء الشفاء. عادة يشفى الجلد في حوالي خمسة أيام ولا يحدث أي ندوب. الحروق من الدرجة الثانية تلحق الضرر بالبشرة وتمتد إلى الأدمة (الطبقة الموجودة أسفل البشرة). مثل هذا الحرق ينتج بثور مملوءة بالسوائل وهو مؤلم للغاية. الشفاء أبطأ من حروق الدرجة الأولى وقد يستغرق حوالي 14 يومًا. بالإضافة إلى ذلك، ينتج الشفاء غالبًا أنسجة ندبية قد تنكمش وتتداخل مع الأداء الطبيعي للجلد. الحروق من الدرجة الثالثة تدمر سمك الجلد بأكمله. قد يختلف مظهر المنطقة المحروقة من الأبيض الشمعي إلى الأسود والمتفحم والجلدي. حروق الدرجة الثالثة ليست مؤلمة بشكل عام لأن الأعصاب في الجلد تكون قد تدمرت. مثل هذه الحروق لا يمكن أن تلتئم إلا من خلال تحرك الأنسجة من حواف الجرح، وهي عملية بطيئة للجميع ما عدا الجروح الصغيرة، وتزيد من خطر العدوى وفرصة حدوث ندبات شديدة. قد يشار إلى الحروق النادرة التي يخترق فيها التلف الجلد ويصل الى أنسجة الجسم مثل العضلات والعظام على أنها حروق من الدرجة الرابعة وعادة تكون نتيجة ملامسة لهب ساخن جداً أو ملامسة الكهرباء.
بالإضافة إلى تحديد عمق تلف الأنسجة، يتم تقييم الحروق أيضًا وفقًا للنسبة المئوية لمنطقة الجسم المصابة. في هذا التقييم، يستخدم الأطباء “قاعدة التسع”، التي ينقسم بها سطح الجسم إلى مناطق تتضاعف فيها 9 في المائة. يشكل الرأس والرقبة 9 في المائة ؛ كل ذراع 9 في المئة. كل ساق 18 في المئة (2 × 9 في المئة) ؛ الجزء الأمامي من الجذع هو 18 في المئة. والجزء الخلفي من الجذع هو 18 في المئة. يتم تقييم الأطفال، الذين تكون لديهم نسبة مساحة سطح الجسم مختلفة، بطرق أخرى.
إذا كان الحرق ناتجًا عن نشوب حريق، فهناك خطر الإصابة بسبب استنشاق الدخان، مما قد يسبب صعوبة في التنفس، وبحة في الصوت، وتراكم سواد الدخان في الشعب الهوائية، واحمرار الجزء الخلفي من الحلق. قد تؤدي الحروق الكيميائية إلى إصابة الجهاز التنفسي إذا تم استنشاق الأبخرة الكيميائية. قد يظهر على الشخص أعراض للتسمم، وذلك اعتمادا على المادة الكيميائية المتعرض لها. يؤدي اجتماع الإصابة بسبب استنشاق الدخان و المواد الكيميائية وكبر منطقة الحرق إلى زيادة كبيرة في احتمال الوفاة.
تسبب الحروق الكهربائية إصابات في الجلد وقد تعطل الأداء الطبيعي للأعضاء الداخلية. تعتمد الأعراض على المسار الذي سلكه التيار عبر الجسم وحجم التيار ومدته. وتشمل الأعراض الأخرى الارتباك، والتنفس السريع، وفقدان الوعي. إذا كان التيار يمر عبر القلب فقد يحدث تلف للقلب أو السكتة القلبية. عند حدوث أي حرق، فإن معظم تلف الأنسجة هو نتيجة مباشرة للعامل المسبب، ولكن قد يحدث تلف إضافي للأنسجة نتيجة للمواد الكيميائية الضارة المنبعثة من الأنسجة التالفة والاستجابة الالتهابية المرتبطة بها.
التشخيص
يركز التقييم الطبي الأولي على تقييم الحالة العامة للمريض، بما في ذلك تقييم مدى وشدة الحروق والتحقق من المشاكل المرتبطة بها، مثل الاصابات الناتجة عن استنشاق الدخان او المواد الكيميائية أو تلف القلب الناتج عن الإصابة الكهربائية أو الآثار السامة للمواد الكيميائية. قد يتطلب التشخيص النهائي للإصابات الناتجة عن استنشاق الدخان او المواد الكيميائية اختبارات للدم لتحديد مستويات الأكسجين، واختبار كربوكسي هيموغلوبين، والفحص المباشر للممرات الهوائية باستخدام منظار الشعب الهوائية. قد يتم إجراء مراقبة للقلب إذا كان هناك تلف في القلب نتيجة للإصابة الكهربائية.
العلاج
تتضمن الإسعافات الأولية للحروق إيقاف عملية الحرق، ثم حماية المنطقة المحروقة. أي حرق باستثناء الحروق الصغيرة جدا يجب أن تتلقى مساعدة طبية احترافية. يجب مراقبة العلامات الحيوية للمريض، بما في ذلك التنفس ونبض القلب والدورة الدموية والوعي، حتى وصول المساعدة.
الخطوة الأولى هي إزالة مصدر الاحتراق. يمكن إطفاء الملابس عادة بواسطة مناورة “الإيقاف والإسقاط واللف”. يجب تنظيف المواد الكيميائية الجافة عن الجلد. يجب غسل المواد الكيميائية الرطبة والسوائل الساخنة على الفور بكميات كبيرة من الماء البارد والنظيف. لا ينبغي استخدام عوامل معادلة كيميائية. عند حدوث حروق كهربائية، يجب إيقاف عمل مصدر الكهرباء أو إخراج الضحية من ملامستها. عند الاصابة بالحروق الناتجة عن الإشعاع يجب إزالة الضحية من مصدر الإشعاع. ومع ذلك، يجب ألا يعرّض المنقذ نفسه للخطر عند مساعدة الضحية؛ بدلاً من ذلك، يجب أن يتعامل طواقم الطوارئ والانقاذ مع المشكلة. عند إزالة مصدر الاحتراق، يجب تبريد المنطقة المصابة باستخدام كميات كبيرة من الماء النظيف. يجب بعد ذلك تغطية المنطقة المصابة بقطعة قماش مبللة ونظيفة ورطبة. لا ينبغي وضع العلاجات المنزلية، مثل الزبدة أو المرطبات الأخرى، على الحرق.
بعد اجراء الإسعافات الأولية، يتألف العلاج من السيطرة على الألم، ومنع العدوى، وتسهيل الشفاء. إذا كانت الضحية تعاني أيضًا من إصابة بسبب استنشاق الدخان او المواد الكيميائية، فقد تحتاج إلى مساعدة في التنفس ويكون ذلك باستخدام جهاز التنفس الصناعي. يجب أيضًا معالجة أي مشاكل أخرى مرتبطة بالحروق، مثل عدم انتظام ضربات القلب الناجم من الإصابة الكهربائية، أو الآثار السامة للمواد الكيميائية أو تأثيرات التعرض للإشعاع. للحروق من الدرجة الأولى والحروق الصغيرة من الدرجة الثانية، يمكن علاج الجرح بكريم موضعي، مثل المضادات الحيوية أو كريم سلفاديازين الفضة (silver sulfadiazine)، ثم تغطية الحرق بضماد؛ أو يمكن استخدام ضمادة طبية. تتطلب الحروق الكبيرة من الدرجة الثانية والحروق من الدرجة الثالثة العلاج في المستشفى. إذا تم حرق منطقة واسعة من الجسم، فقد تفقد الضحية كميات كبيرة من السوائل. في مثل هذه الحالات، تكون السوائل الوريدية ضرورية لضمان بقاء الضحية رطبة بشكل كاف والحفاظ على ضغط الدم وتدفق الدم عبر أعضاء الجسم. مع فقدان البشرة، تصبح النهايات العصبية مكشوفة، والتي عادة تسبب الألم الشديد الذي يتطلب مسكنات قوية للسيطرة عليه. جروح الحروق المفتوحة عرضة للإلتهابات، وعادة يتم إعطاء المرضى المضادات الحيوية كإجراء وقائي. الدعم الغذائي مهم أيضا، لتشجيع التئام الجروح ومساعدة المريض على مقاومة العدوى.
العلاج الرئيسي للحروق من الدرجة الثالثة هو ترقيع الجلد. عندما يكون ذلك ممكناً، تتم إزالة الجلد من المنطقة غير المصابة من الجسم وزرعها في المناطق المصابة، ولكن عند حدوث حروق شديدة من الدرجة الثالثة قد لا تتوفر بشرة كافية غير مصابة لهذا الاجراء. في مثل هذه الحالات، يمكن استخدام زراعة الأنسجة لإنماء الجلد من أجل إجراء عملية زرع للجلد في وقت لاحق. إذا استغرق موقع الحرق أكثر من ثلاثة أسابيع تقريبًا للشفاء، فهناك خطر كبير لحدوث ندب، والذي قد لا يؤثر فقط على المظهر ولكن أيضًا يضعف وظيفة الجلد، خاصة إذا كان هناك ندب على اليدين أو على المفاصل. في مثل هذه الحالات، يمكن اجراء جراحة تجميلية أو ترميمية؛ وقد يكون العلاج الطبيعي والمهني مفيدًا أيضًا.
قد يكون التعافي من الحروق الكبيرة بطيئًا ومؤلماً، وقد يعاني بعض المرضى من اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن للأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين المساعدة في تقديم الدعم لكل من المرضى وعائلاتهم.