حمل

العناية بالحامل

العناية هي غرض من أغراض المحافظة على الأم وعلى الجنين والتعرف على المشاكل الصحية في المراحل الأولى من الحمل.

كذلك يدخل في أمر العناية بالحامل تعليم الأم واجباتها حيال نفسها وحيال طفلها، وطمأنينتها، وتنويرها، وبيان أن الحمل والولادة من الأمور العادية، في حياة كل امرأة، ولا يستدعي الخوف، والقلق، والتوتر.

وللعناية بالحامل هناك أمور يجب أن تراعى، يشترك فيها فريق يجمع بين الطبيب، والمولدة، أو مساعدة الطبيب، والممرضة والزائرة الصحية وغير ذلك.

وتتمثل هذه العناية في:

  • التشخيص الجيد للحمل
  • العناية الطبية بالحامل
  • العناية بها عند الولادة
  • العناية بأمور النظافة العامة والخاصة
  • العلاج الطبيعي إن كان ذلك مطلوب
  • الأمومة.. وتعليم الأم واجبات الأمومة

والزيارة الأولى للحامل لها أهمية قصوى، فمن خلالها يمكن معرفة التاريخ الاجتماعي أو التفاصيل الخاصة بالحامل مثل معرفة السن، وتاريخ الميلاد، والديانة ومهنة الزوج، ونسب الحامل (معرفة التاريخ الوراثي لأية أمراض في عائلتها)، ويجب حين ذاك معرفة الحالة الاجتماعية، ومستوى الدخل الشهري، وحالة التعليموالتغذية.

وخلال الزيارة الأولى يجب معرفة حالة الدورة الشهرية للحامل، وتاريخ انقطاعها لتحديد بداية الحمل.

وفي الزيارة الأولى أيضا يتم فحص وتحديد حالة القلب (وهل تمت إصابة الحامل بحمى روماتيزمية)، وكذلك تحديد حالة الجهاز التنفسي، أو إصابتها بسل رئوی سابق، وتحديد حالة الكلى ووظيفتها. وكذلك تحديد حالة الكبد، والإصابات الفيروسية المختلفة، و غير ذلك من الفحوصات.

وفي الزيارة الأولى يمكن معرفة وزن الحامل، وطولها وسماع صوت ضربات القلب .

ويجب فحص الثدي،وحلمات الثدى، وفحص الأسنان لملاحظة أى اصابات بكتيرية فيها، أو تسوس، وذلك لصحة الجنين بعد ذلك، ويجب فحص الدم، وضغط الدم، وأخذ عينة من الدم لتحديد نسبة الهيموجلوبين، وتحديد الاصابات الفيروسية، وتحديد فصيلة الدم، وتبين عامل ريسس (Rhfactor)، وإكتشاف الأمراض الجنسية المختلفة كالزهري والسيلان.

ويجب في الزيارة الأولى كذلك فحص البطن، وتحديد حجم الرحم، ويجب فحص الرجلين لتحديد أي تورمات أو وجود سوائل تحت الجلد وفحص البول لبيان إصابة الحامل بالسكري، أو وجود البروتين في البول والذي يعد دليلا على إصابة الكلى أو وجود متاعب بها، ويجب أن تفحص الحامل مرة كل شهر حتى الأسبوع ۲۸ ثم كل أسبوعين حتى الأسبوع 36 ثم أسبوعيا حتى الولادة ويمكن اختصار المدة الفحصية حسب حالة الحامل المرضية.

محاذير يجب أن تتبعها الحامل:

التدخين أثناء الحمل

يجب أن تمتنع الحامل عن التدخين امتناعا تاما خاصة هؤلاء اللاتي يدخن بشراهة، ذلك أن النيكوتين يسبب انقباضا للأوعية الدموية ويؤثر بشكل مباشر على وظيفة المشيمة مما يهدد الجنين.

الجماع

يجب تجنبه أثناء الشهور الثلاثة الأولى خوفا من الإجهاض وفي الأخير خشية الإصابات البكتيرية، أما اذا سجلت حالات إجهاض سابقة فيجب الامتناع عنه تماما أثناء الثلاثة شهور الأولى، ويفضل طوال فترة الحمل كلها.

ملابس الحامل

يجب أن تكون واسعة، ومريحة، ويجب أن تحذر لبس الملابس الضيقة، والبنطلونات الضيقة وكذلك الأحذية يجب أن تكون ذات نعل مبسوط وتبتعد عن الكعب العالى، ويجب أن تكون الملابس مريحة وآمنة.

النظافة

مهم جدا أن تتابع المرأة نظافتها خاصة نظافة الجهاز التناسلى، وذلك حماية له من البكتريا، والتلوث، خاصة أن الحامل يكثر عرقها، وتكثر الإفرازات الخارجة منها

المجهود العضلى

على الحامل ألا تبالغ في أعمال المنزل، وإجهاد نفسها إجهادا يهدد حملها، فلا بأس من عمل بسيط خال من حمل الأثقال، ونوجه بهذا الكلام إلى الحوامل اللاتي يجهدهن أنفسهن إجهادا بالغا في أعمال المنزل، فيجب الرفق حتى تمر فترة الحمل بسلام، وفي الشهر الأخير، يمكن للحامل أن تتمشى حوالى الساعة يوميا.

الإمساك عند الحامل

يحدث كلما ضغط الحمل، وعلى ذلك فيمكن للحامل الاستعانة بالملينات، وملاحظة الأطعمة التي تؤدي إلى الإمساك.

سفر الحامل

يكون سفر الحامل آمنا أثناء النصف الثاني من الحمل، لكنه ينصح بتجنبه أثناء الشهر الأخير.

أما إذا كانت الحامل لها تاريخ سابق في الإجهاضات أو الولادة المبكرة، فينصح بتجنب السفر في شتى مراحل الحمل.

الاستحمام

يستحب أن يكون حمام الحامل عن طريق دش معلق (شوار) … أما الاستحمام في إناء (طست) أو في البحر أو حمام السباحة فيجب تجنبه حتى تتجنب الحامل التلوث والإصابات البكتيرية.

العناية بالثدي أثناء الحمل:

فترة الحمل هي فترة إعداد للثدي بلا شك، ذلك لأن الأم مقبلة على فترة الرضاعة التي تحتاج إلى العناية بالثدي.

لذلك فعلى الأم أن تحتفظ بالثدي وحلمة الثدي بالذات نظيفة وتقوم بغسلها بالماء حتى تتجنب حدوث قشور على الثدي.

ويجب ان تدرك الأم أنه خلال الشهرين الأخيرين من الحمل يجب أن يدلك الثدي وذلك من أجل استحضار بواكير اللبن (السرسوب) (Colostrum)، ولامتناع حدوث انسداد القنوات اللبنية.

وتتم الوقاية من تشققات الثدي بدعك الحلمة وشدها قبل الولادة عدة مرات كل يوم، ويمنع استعمال الصابون لغسل الحلمات في الأيام الأخيرة من الحمل وطوال فترة الرضاعة، فالصابون پذيب الدهون الطبيعية من على الجلد، وبذلك يجعل الجلد أكثر جفافا قابلا للتشقق، وأفضل الوسائل هو استعمال الماء الدافيء في التنظيف، ثم تستعمل قماش ناعم خفيف للتجفيف.

وبعد انتهاء ارضاع الطفل بعد الولادة يجب عدم ترك الحلمة مبلولة، وذلك لأن ترك الحلمة مبلولة فترة طويلة يساعد على تشققها، بل يجب غسلها فور الانتهاء من ارضاع الطفل بالماء الفاتر ثم تجفيفها بمنديل خفيف ناعم، و يجب أن تعلم الأم أن استخدام القماش الخشن أو البشكير يؤثر على الحلمات سلبا.

هذا عن التشقق، فماذا عن عن العلاج..

إذا حدث تشقق فإنه يجب أن يتدارك من أول الأمر ويكفي في البداية تعريض الحلمات للهواء بضع دقائق، ويمكن استخدام زيت الزيتون كدهان، كما يمكن استخدام كريم يساعد على التئام الجروح، مثل كريم بيبانثين المتوفر في الصيدليات، ويمكن أيضا استعمال الحلمات الواقية حتى شفاء الحلمة، أما إذا لم تعطي هذه الوسائل أي نتيجة فيجب اللجوء إلى الطبيب الذي سيتولى علاج الحالة حسب درجتها.

احتقان الثدي

من المشكلات التي تواجه المرأة والطبيب معا، احتقان الثدي، ويحدث ذلك في الأيام الخمسة الأولى بعد الولادة، حيث يتضخم الثديان وترتفع حرارتهما بعض الشيء، وقد تصاب المرأة معه بالتهاب في الغدد الليمفاوية وترتفع درجة حرارة الأم.

ويجب الإسراع في السيطرة على هذا الأمر خلال أربع وعشرين ساعة ويتم ذلك بالكمدات الباردة على الثديين لمدة ربع ساعة كل ساعة ويجب أن تغطى الكمادات الباردة كل مساحة الثدي ويتم ذلك بنقع قطع كبيرة من القماش أو القطن في ماء بارد ثم توضع على جزء من الثدى ثم تنقل إلى جزء آخر وهكذا يتم تبريد كل مساحة الثدي هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن على الأم أن تقلل من شرب السوائل، لا أن تتوقف عنها .

وعند إحساس الأم بالعطش عليها أن تكتفى بنصف كوب ماء فقط، ويجب على الأم أن تستمر في إرضاع الطفل، وأن تتجنب عصر الثديين بعد إنتهاء الرضعة لأن افراغها الثديين تماما سيجعل اللبن يملأ الثديين تماما مرة ثانية أما إذا ترك اللبن فسيجعل الجسم يقلل من إنتاجه.

خراج الثدى

من المشكلات التي تصادف المرضع أثناء فترة الرضاعة (خراج الثدي)، ولكنه لن يصبح مشكلة إذا اتبعت هذه الإرشادات الآتية:

  • عمل مكمدات باردة كما بينا سابقا
  • الإقلال من شرب السوائل
  • استمرار الرضاعة الطبيعية فتخزين اللبن الكامل في الثدي يزيد الالتهاب
  • يجب أن يكون وضع الثدي أثناء الرضاعة بما لا يجعله مضغوطا بين رأس الطفل وعظام صدر الأم بمعنى أن يكون مستريحا. أو تسنده الأم باليد حتى تبقى قنوات اللبن مفتوحة دون ضغوط عليها.
  • إذا لم يتحسن الثدي خلال يومين يجب أن يراجع الطبيب

الحلمة الغائرة

تعاني بعض السيدات من حلماتها الغائرة أو المطمورة والحل يعتمد أساسا على الوقاية أثناء الحمل والمسئولية هنا على الحامل وعلى الطبيب المعالج الذي يتابع السيدة أثناء شهور الحمل، فيجب فحص الثديين في شهور الحمل الأخيرة.

وتقوم الأم بجذب الحلمات مع لفها قليلا إلى الأمام والخلف كما لو كانت تقوم بملء الساعة، وتستمر في هذا التمرين حتى الأيام الأولى بعد الولادة، فإذا لم تجد هذه المحاولات الوقاية فيمكن أن يصف الطبيب بعض التمارين أو ينصحها باستعمال درع الحلمة (Plastic Shields) وهو عبارة عن نصف كرة زجاجية أو بلاستيكية مسدودة بسطح أملس ذو فتحة في الوسط تدخلها في الحلمة.

مقالات ذات صلة