الفشل الكلوي الحاد Acute Renal Failure
نظرة عامة
يحدث الفشل الكلوي الحاد بسبب تلف الكلى، والذي يمكن أن يحدث نتيجة لفقدان الدم أو السموم أو التلف الجسدي للكلى. يحدث الفشل الكلوي الحاد بسرعة، مما يسبب أعراضًا عامة، مثل الغثيان والارتباك . الفشل الكلوي الحاد هو حالة خطيرة، ولكن يمكن علاجها. مع العلاج المناسب، يمكن لمعظم المرضى البقاء على قيد الحياة.
الاعراض
تضبط الكلية كمية السوائل والكهارل والفضلات في الجسم وترسل المواد الزائدة لكي يتم التخلص منها في البول. تحدث أعراض الفشل الكلوي الحاد لأن هذه المواد تتراكم في الجسم عندما لا تعمل الكلى بالطريقة التي يجب أن تعمل بها.
مستويات السوائل والكهارل الطبيعية ضرورية لكامل الجسم لكي يعمل على النحو الأمثل. مواد الفضلات تكون سامة لمعظم خلايا وأنسجة الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة.
تتطور أعراض الفشل الكلوي الحاد بسرعة، على مدار عدة ساعات أو أيام. أكثر الأعراض شيوعًا هي:
- نقص الطاقة والتعب: هذا ناتج عن خلل وظيفي مبكر في أعضاء الجسم، والتي لا تحتوي على التركيز الصحيح للكهارل لكي تعمل كما ينبغي.
- فقدان الشهية والغثيان والقيء: يحدث هذا الشعور لأن جهازك الهضمي (الذي يتطلب أنزيمات الهضم والعضلات والأعصاب للعمل بشكل صحيح) يمكن أن يتباطأ ويكون غير قادر على الحفاظ على النشاط الطبيعي إذا لم تنظم كليتك المواد بشكل صحيح في جسدك.
- ضعف العضلات العام: تتطلب عضلاتك الكهارل لتكون قادرة على العمل. عندما يكون لديك فشل كلوي، فإن هذا يسبب خلل في وظيفة العضلات.
- ضربات القلب السريعة أو البطيئة أو غير المنتظمة: يتم التحكم في ضربات قلبك بواسطة عضلات القلب التي تعتمد على عدد من الكهارل المهمة لتعمل بشكل صحيح. يحاول جسمك الحفاظ على وظائف القلب لأطول فترة ممكنة. إذا لم يتمكن جسمك من تعويض آثار الفشل الكلوي الحاد، فقد تتأثر وظيفة القلب، مما ينتج عنه عدم انتظام في ضربات القلب. يمكن أن يؤدي هذا في النهاية إلى نقص في إمدادات الدم الى جميع أنحاء الجسم.
- الالتباس: من الأعراض الخطيرة للفشل الكلوي الحاد، والالتباس يعني أن دماغك لا يحصل على إمدادات كافية من الدم. إذا كنت تعاني من الالتباس نتيجة الفشل الكلوي الحاد، فقد يتطور بسرعة ويحدث فقدان الوعي أو الغيبوبة.
- فقدان الوعي أو الغيبوبة: هذا العرض يعني أن الدماغ يفتقر إلى إمدادات الدم الكافية وقد يؤدي إلى تلف دائم ما لم تحصل على رعاية طبية عاجلة.
الأسباب
تتأثر الكلى بالعديد من العوامل، مثل ضغط الدم والأدوية والصحة العامة والنظام الغذائي وكمية المياه التي يشربها الشخص. هناك عدد من الطرق المختلفة التي يمكن أن يحدث فيها الفشل الكلوي الحاد. أي شيء يتلف الكلى بسرعة سيقلل من حجم العمل الذي يمكنها القيام به.
يمكن أن يكون الفشل الكلوي الحاد مؤقتًا أو قد يكون علامة على مشكلة أكبر.
هناك ثلاث فئات رئيسية لأسباب الفشل الكلوي الحاد:
اسباب ما قبل الكلى:
يصف هذا أسباب الفشل الكلوي الذي يبدأ قبل وصول الدم إلى الكلى. سيحدث انخفاض ضغط الدم، على سبيل المثال، إذا كان قلبك لا يعمل بكفاءة أو إذا كنت تعاني من الجفاف الشديد.
في هذه الحالة، لا تمثل الكلى نفسها المشكلة الرئيسية، لكنها تتأثر بانخفاض إمدادات الدم. وهذا يجعل من الصعب على الكلى القيام بعملها في تصفية الدم.
قد تتطور العدوى الشديدة إلى صدمة إنتانية، وهي حالة يمكن أن تسبب إصابة حادة في الكلى لأن ضغط الدم ينخفض إلى مستوى منخفض بحيث لا تستطيع الكلى العمل بكفاءة.
اسباب جوهرية:
يصف هذا أسباب الفشل الكلوي الذي تضررت فيه الكلى نفسها. السموم، بما في ذلك المواد الكيميائية والعقاقير المحظورة، وحتى بعض الأدوية الموصوفة، يجب أن تمر عبر الكلى ويمكن أن تتلفها.
تتضمن أمثلة الأدوية التي قد تسبب الفشل الكلوي الحاد مواد التباين في اختبارات التصوير. لا تتسبب هذه الأنواع من الأدوية في إصابة كل شخص يتناولها بالفشل الكلوي الحاد وإلا فلن يتم استخدمها على الإطلاق. لكنها يمكن أن تسبب الفشل الكلوي الحاد لبعض الاشخاص ويمكن أن يكون من الصعب التكهن بما إذا كان لديك رد الفعل هذا.
في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى اجراء اختبارات الدم التي تقيس وظائف الكلى قبل أن تتمكن من تناول الأدوية التي من المرجح أن تسبب الفشل الكلوي الحاد.
الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب الفشل الكلوي الحاد في فئة الاسباب الجوهرية تشمل نقص الأكسجين في مجرى الدم، وعدوى الكلى، والتهاب الكلى، وأمراض الكلى . يمكن أن يتسبب حصى الكلى الكبير جدًا أيضًا في حدوث ضرر جوهري في الكلى.
اسباب ما بعد الكلى:
يصف هذا أسباب الفشل الكلوي المتجذر في المسالك البولية، وهي المكان الذي يتدفق فيه البول بعد معالجته من قبل الكلى. تشمل هذه الأسباب مشاكل تتعلق بالحالب (الأنابيب التي تحمل البول إلى المثانة) أو المثانة أو الإحليل (الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة إلى خارج الجسم).
على سبيل المثال، وجود حصى في الكلى كبيرة أو الورم في المثانة أو الإحليل. إذا كان حجمه كبيرًا بما يكفي بحيث لا يمكن للبول أن يمر من خلاله، يمكن أن يبدأ البول في الارتداد – في نهاية المطاف إلى الكلى. يمكن أن يتسبب هذا الضغط والتدفق العكسي للبول في حدوث حالة تسمى استسقاء الكلى وإصابة حادة في الكلى.
التشخيص
هناك معايير معينة لتشخيص الفشل الكلوي الحاد. إذا كان لديك أحد المعايير الثلاثة التالية خلال 48 ساعة، فهذا يعني أنك تعاني من الفشل الكلوي الحاد:
- إذا ارتفع الكرياتينين في الدم (اختبار الدم الذي يقيس وظائف الكلى) بمقدار 0.3 ملليغرام/ ديسيلتر.
- إذا ارتفع الكرياتينين في الدم بنسبة 50 بالمائة أو أكثر من المستويات الطبيعية.
- إذا انخفض إخراج البول إلى 0.5 ميلليليتر لكل كيلوغرام من وزن الجسم في الساعة لأكثر من ست ساعات.
إذا كنت تعاني من إصابة حادة في الكلى، فقد تكون لديك كميات كافية من البول أو القليل جدًا من البول. يمكن أيضا أن يكون لديك زيادة كبيرة في مستوى الكرياتينين، مما يشير إلى إصابة حادة في الكلى ولكن لا يزال مستوى البول طبيعي.
يستمر أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي الحاد في إنتاج البول بطريقة تبدو طبيعية.
- بالنسبة للبالغين، يبلغ إخراج البول الطبيعي 0.5 إلى 1 ملليلتر في الساعة لكل كيلوغرام من وزن الجسم أو من لتر إلى لترين في اليوم.
- بالنسبة للأطفال، يعد حوالي 1 مليليتر في الساعة لكل كيلوغرام أمرًا طبيعيًا.
- بالنسبة للرضع، يعتبر 2 مليلتر في الساعة لكل كيلوغرام من وزن الجسم طبيعيًا.
هناك ثلاث فئات تصف كمية إخراج البول أثناء إصابة الكلى الحادة:
- غير قليل البول (Non-oliguric): يصف هذا الوضع الذي يستمر فيه الشخص في إنتاج كمية كافية من البول، والتي تزيد عمومًا عن 400 ملليلتر في اليوم، أو أكثر، اعتمادًا على الحالة الصحية وتناول السوائل.
- قليل البول (Oliguric): يصف هذا الموقف الذي يصنع فيه الشخص 400 ملليلتر من البول أو أقل يوميًا.
- منقطع البول (Anuric): يصف هذا الوضع الذي يصنع فيه الشخص أقل من 100 ملليلتر من البول يوميًا.
العلاج
يعتمد علاج الفشل الكلوي الحاد على سبب المشكلة، فضلاً عن شدة الحالة. يتحسن كثير من الاشخاص بالعلاج ولا يعانون من مشاكل طويلة الأمد أو فشل كلوي مزمن.
إن تحديد المشكلة والحصول على العلاج بأسرع ما يمكن، هو أفضل طريقة لمنع تلف الكلى الذي يتسبب في حدوث مشاكل في الكلى أو تتطلب علاجات غسيل الكلى.
يمكن أن تشمل العلاجات ما يلي:
- السوائل الوريدية: قد يتحسن الشخص الذي يعاني من الفشل الكلوي الحاد بسبب الجفاف الحاد بعد تعرضه لضربة حرارية مع السوائل الوريدية. عندما يكون انخفاض حجم السوائل سببًا للفشل الكلوي الحاد، يمكن أن يساعد تزويد الجسم بالسوائل في استعادة مستويات السوائل.
- إدارة الكهارل: إذا كانت السوائل والكهارل الخاصة بك ليست ضمن النطاق الأمثل، فقد يعطيك الأطباء مكملات الكهارل أو الأدوية التي يمكنها التخلص من بعض الكهارل الزائدة.
- التوقف عن استخدام السموم: إذا كان الفشل الكلوي الحاد ناتجًا عن دواء أو مكمل غذائي، فيجب أن يشمل العلاج إيقاف الدواء.
- غسيل الكلى: عندما لا يُتوقع التخلص من السموم بكفاءة إذا توقفت ببساطة عن تناولها، فإن علاج الفشل الكلوي الحاد يتطلب تخليص الجسم من المادة الكيميائية في أسرع وقت ممكن. في بعض الأحيان تكون هناك حاجة لغسيل الكلى، وهي طريقة يمكن من خلالها للآلة القيام بعمل الكلية عن طريق إزالة السموم وتنظيم توازن السوائل والكهارل.
اختبارات وظائف الكلى:
اختبارات وظائف الكلى هي مجموعة من الاختبارات التي تفحص وظائف الكلى. لا تُستخدم هذه الاختبارات لتشخيص الفشل الكلوي الحاد، ولكنها تُستخدم لمراقبة ما إذا كان الفشل الكلوي في تحسن أو تفاقم.
في كثير من الأحيان، يمكن أن تحدد اختبارات وظائف الكلى مدى خطورة المشكلة، وتوفر بعض المعلومات عن سبب المشكلة، وتكرر لتوضيح ما إذا كانت الكلى تستجيب للعلاج.
تشمل اختبارات وظائف الكلى:
- الكرياتينين: فضلات تنتج عن تفكك العضلات، يوفر مستوى الكرياتينين في الدم فكرة عن كيفية عمل الكليتين لأن الكلى يجب أن تزيل الكرياتينين من الدم. يعتبر المستوى فوق 1.21 مليغرام/ ديسيلتر مرتفعًا وهو مؤشر على أن الكلى لا تعمل كما ينبغي.
- نيتروجين اليوريا في الدم: يتم إزالة نيتروجين اليوريا، الذي يتم قياسه أيضًا في الدم، عن طريق الكلى. تشير المستويات التي تزيد عن 25 ملليغرام/ ديسيلتر إلى الفشل الكلوي.
- معدل الترشيح الكبيبي (GFR): يتم حساب هذا الرقم بناءً على مستوى الكرياتينين في دمك، مع حساب يراعي العمر والطول والوزن والعوامل الأخرى التي تمثل التغيرات الفردية المتوقعة. يجب أن يكون معدل الترشيح الكبيبي العادي فوق 60. وغالبًا ما يعني معدل الترشيح الكبيبي الأقل من 20 أن الشخص يعاني من الفشل الكلوي.
- تحليل البول: يمكن لتحليل البول تحديد الدم والبروتينات والالتهابات والأدوية. توفر هذه المعلومات نظرة ثاقبة لسبب الفشل الكلوي الحاد، وأحيانًا تقدمه.
