تحليل الانسجة والخلايا
تعد الدراسات المجهرية للخلايا الوحيدة، أو لعينة أكبر من الأنسجة التي تحتوي على مجموعة متنوعة من الخلايا المختلفة من بين أهم التحاليل التي تجرى. قد تشير التحاليل الأخرى، مثل تحاليل الدم أو التصوير، إلى حدوث خلل، ولكن في كثير من الحالات يتم تحديد التشخيص بشكل قاطع عن طريق الفحص المباشر للخلايا أو الأنسجة ذات العلاقة.
يتكون كل نوع من أنسجة الجسم من خلايا مختلفة، وكلها لها اختلافات مميزة تمكنها من التعرف عليها عند فحصها تحت المجهر. العديد من الاضطرابات، مثل السرطان، قد تجعل الخلايا الوحيدة تبدو أنها غير طبيعية. في أمراض أخرى، قد تحتوي الأنسجة على خلايا لا تكون موجودة عادة هناك. على سبيل المثال، قد تحتوي الأنسجة المصابة أو التالفة على خلايا التهابية لا تكون موجودة عادة.
تحاليل الخلايا
تحليل الخلايا يقوم على فحص الخلايا تحت المجهر للكشف عن التغيرات غير الطبيعية.
تُعرف دراسة الخلايا تحت المجهر باسم علم الخلايا. يمكن فحص عينات من الخلايا للكشف عن المظهر غير الطبيعي للخلايا الوحيدة أو للكشف عن الخلايا التي لا تكون موجودة بشكل طبيعي في الأنسجة السليمة.
ماهو الهدف من اجراء تحاليل الخلايا؟
تستخدم تحاليل الخلايا عادة للكشف عن السرطان. تكشف مثل هذه التحاليل عن الخلايا السرطانية قبل ظهور الأعراض، وبالتالي تُستخدم للكشف عن بعض أنواع السرطان في مرحلة مبكرة. على سبيل المثال، يتم فحص الخلايا المأخوذة أثناء اختبار لطاخة عنق الرحم (cervical smear test) تحت المجهر للبحث عن الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم. إذا تم العثور على خلايا غير طبيعية، يمكن بدء العلاج مبكراً، وبالتالي زيادة نسبة نجاحه.
قد يطلب طبيبك أيضًا إجراء تحليل للخلايا إذا ظهرت الأعراض التي يمكن أن تسببها السرطان. على سبيل المثال، قد يتم أخذ عينة صغيرة من الخلايا من تورم في الثدي. سيتم بعد ذلك تحليل هذه الخلايا في المختبر لتحديد ما إذا كانت الكتلة في الثدي سرطانية أم لا.
كيف يتم اجراء تحاليل الخلايا؟
يمكن الحصول على عينات من الخلايا عن طريق كشط الخلايا من أسطح الأنسجة مثل بطانة عنق الرحم أو عن طريق غسلها عن الأسطح مثل بطانة الرئتين. ويمكن أيضا أن تؤخذ الخلايا الوحيدة من الأنسجة الصلبة باستخدام الإبرة والمحاقن. في حالات أخرى، يمكن الحصول على عينات من خلايا معينة من سوائل الجسم، مثل البول أو البلغم.
عادة يتم نقل الخلايا الوحيدة المأخوذة من سطح الأنسجة أو التي تم الحصول عليها من الأنسجة الصلبة إلى شريحة زجاجية على الفور. ومع ذلك، فإن الخلايا الموجودة في عينة السوائل، مثل البول، تحتاج إلى فصلها عن السائل. عن طريق غزل العينة السائلة بسرعة عالية في جهاز خاص يسمى الطرد المركزي، يتم دفع الخلايا الموجودة في العينة إلى قاع السائل، والتي يمكن بعد ذلك سحبها. ثم يتم وضع الخلايا التي تم فصلها على شريحة زجاجية.
قبل أن يتم فحصها، تضاف المواد الحافظة الى الخلايا. ثم يتم تلطيخها بصبغة لتسهيل رؤيتها. يتم عرض الخلايا تحت المجهر الضوئي عالي الطاقة.
كيف يتم تفسير نتائج تحاليل الخلايا؟
يتم دراسة الخلايا من قبل عالم الخلايا أو الفني أو الطبيب المدربين على تحليل هياكل الخلية، ويتم البحث عن التغييرات غير الطبيعية والتي تشير إلى وجود السرطان. قد يتم البحث أيضًا عن العلامات المرضية الأخرى، مثل الخلايا الالتهابية.
إذا تم العثور على خلايا غير طبيعية في العينة، يقيم عالم الخلايا مدى اختلافها عن الخلايا السليمة لتحديد ما إذا كانت سرطانية أو من المحتمل أن تصبح سرطانية. هناك حاجة إلى التدريب والخبرة لإجراء تشخيص دقيق والتنبؤ باحتمال انتشار السرطان. يجري البحث حاليًا على استخدام أجهزة الكمبيوتر لإجراء استطلاعات أولية على الخلايا قبل قيام أخصائي الخلايا بإجراء تحليل مفصل لها.
هل سأحتاج إلى اختبارات أخرى؟
لا يمكن أن تظهر تحاليل الخلايا نسبة الخلايا غير الطبيعية في الأنسجة أو مدى انتشار الخلايا المصابة. لذلك، إذا تم العثور على خلايا غير طبيعية، فقد تحتاج إلى اجراء تحليل الأنسجة (أدناه) لتحديد مدى خطورة و انتشار المرض.
تحاليل الأنسجة
تحليل الانسجة يقوم على فحص عينات الأنسجة تحت المجهر لتشخيص أو تقييم شدة الحالة.
بعض الاضطرابات تؤثر على نسب الأنواع المختلفة من الخلايا داخل عضو ما أو تجعل الخلايا الوحيدة تبدو غير طبيعية. يمكن اكتشاف هذه التغيرات عن طريق تحاليل الأنسجة، حيث يتم فحص عينات صغيرة من الأنسجة تحت المجهر. مثل هذه التحاليل قد تمكن الأطباء من إجراء تشخيص أو تقييم شدة الاضطراب.
ماهو الهدف من اجراء تحاليل الأنسجة؟
قد يطلب منك طبيبك اجراء تحليل للأنسجة إذا لم تؤكد التحاليل الأخرى التشخيص. غالبًا تستخدم تحاليل الأنسجة للتمييز بين بعض الاضطرابات التي لها أعراض متشابهة، مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون. تحليل عينة صغيرة من القولون الملتهب قد تكون قادرة على التمييز بين المرضين.
بالإضافة إلى تأكيد التشخيص، يمكن أيضًا استخدام تحاليل الأنسجة للبحث عن سبب ما. على سبيل المثال، قد يؤكد اجراء تحليل الأنسجة على عينة من أنسجة الكبد تشخيص التليف الكبدي، حيث يتطور فيه النسيج الليفي، ويشير إلى الأسباب المحتملة.
يمكن أيضًا إجراء تحليل الأنسجة لتحديد مدى شدة المرض بمجرد إجراء التشخيص. على سبيل المثال، إذا كان لديك مساحة من الجلد تمت إزالتها لعلاج الورم السرطاني، فقد يظهر تحليل الأنسجة ما إذا كانت حواف الجلد الذي تمت إزالته خالية من الخلايا غير الطبيعية، مما يشير إلى أن الورم بأكمله قد تمت إزالته، أو إذا كانت الخلايا السرطانية قد وصلت إلى حواف الأنسجة التي تمت إزالتها ، مما يشير إلى أن الورم قد انتشر الى خارج هوامش العينة.
أخيرًا، قد تساعد تحاليل الأنسجة طبيبك في اتخاذ قرار بشأن العلاج الأنسب لحالتك. على سبيل المثال، إذا أظهر تحليل الأنسجة أن السرطان قد انتشر من الموقع الأصلي للورم، فقد تكون هناك حاجة إلى علاج أكثر شمولاً.
كيف يتم اجراء تحاليل الأنسجة؟
غالبًا يتم الحصول على عينات من الأنسجة عن طريق الخزعة. خلال هذا الإجراء، تتم إزالة قطعة صغيرة من الأنسجة المراد اجراء تحليل لها لإجراء التشخيص. في حالات أخرى، قد تتم إزالة عينة الأنسجة كجزء من علاج اضطراب معين. على سبيل المثال، قد يتم إزالة قسم من القولون أثناء علاج سرطان القولون والمستقيم.
يتم غمر عينة الأنسجة في مادة حافظة مثل الفورمالين. ثم يتم ازالة شريحة رقيقة من العينة ويتم صباغتها لاظهار التراكيب المختلفة في الأنسجة. قد يستغرق تحضير النسيج عدة أيام.
عادة يتم فحص عينات الأنسجة تحت المجهر الضوئي، ولكن قد يتم ملاحظة بعض التغييرات فقط باستخدام مجهر إلكتروني أكثر قوة. على سبيل المثال، قد تظهر العينة المأخوذه من أنسجة الكلى لشخص مصاب بمتلازمة كلوية بأنها طبيعية عند عرضها تحت المجهر الضوئي، لكن التشوهات غير الطبيعية تظهر فقط عن عرضها تحت المجهر الإلكتروني.
كيف يتم تفسير النتائج؟
يقوم اخصائي علم الأمراض، وهو طبيب تم تدريبه خصيصًا لتحليل عينات الأنسجة، بفحص عدة شرائح تم تحضيرها من عينة خزعة واحدة أو من مناطق مختلفة من قطعة نسيجية تمت إزالتها جراحياً. ويقوم بالبحث عن وجود الخلايا غير الطبيعية أو التوازن غير الطبيعي للخلايا. يشير مدى اختلاف هذه الأنسجة عن الأنسجة السليمة إلى شدة المرض. يتم الاحتفاظ بالشرائح عادةً في حالة الحاجة إلى مراجعتها لاحقًا.
هل سأحتاج إلى تحاليل أخرى؟
توفر تحاليل الأنسجة تشخيصًا نهائيًا للعديد من الحالات التي تتلف فيها الأنسجة. ومع ذلك، قد يكون من الضروري إجراء مزيد من التحاليل لتحديد ما إذا كانت مناطق أخرى من الجسم قد تأثرت. على سبيل المثال، إذا أكدت تحاليل الأنسجة أن النمو في الأمعاء سرطاني، فقد يقوم الطبيب باجراء فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للكبد للبحث عن أدلة على أن السرطان قد انتشر من الأمعاء إلى الكبد.
في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى إجراء تحاليل متكررة للأنسجة لمراقبة تطور المرض أو الاستجابة للعلاج.