مفتاح الحل للذكريات المؤلمة والأفكار المزعجة
عندما تجابهنا مواقف تهيج ذكرياتنا المزعجة وكأنها تعيدنا الى مسرحِ أحداثٍ اجتهدنا طويلاً في نسيانها ، لتحيي فينا أفكاراً سلبية غير مرغوبٍ فيها لتلح من جديد في الظهور على ساحة أذهاننا ونفقد السيطرة على التحكم فيها فنرضخ لوطأة الاكتئاب او التوتر .
يقول البروفيسور ما يكل أندرسون من جامعة كامبردج:
(ان قدرتنا على السيطرة على أفكارنا عاملٌ أساسي في صحتنا وسلامتنا ، وان انهيار هذه القدرة يعتبر عاملاً رئيسا في اصابتنا بأقسى المشاكل النفسية كالذكريات غير المرغوب فيها والهلوسة والذهان والاكتئاب الشديد.
وبدون التحكم بالأفكار تصعب السيطرة على السلوك، ولا بقاء للانسان مالم يكون قادراً على السيطرة على سلوكه) ومن ثم اتجهت جهود العلماء للبحث في الالية التي تمكن دماغنا من السيطرة على الأفكار والتحكم بالسلوك، وتم أخيراً الكشف عن ذلك:
يمكن ببساطة تصوير ذلك كما يلي :
مركز التحكم : في الفص الأمامي الجبهوي ، يرسل اشارات التحكم المثبطة في القشرة الدماغية الحركية فيضبط السلوك ، ويرسل اشارات مثبطة الى الحصين (hippocampus) فيكبح جماح الذكريات المثيرة للالم .
وعبر تقنيات فسيو عصبية بالغة الحداثة تمكنوا من معرفة الكابح؛ انه الناقل العصبي المعروف (GABA).
لكن، نقص هذا الناقل العصبي في خلايا الحصين لدى بعض الاشخاص يجعلهم اكثر صعوبة في منع تهييج الذكريات حتى لو وصلت الاشارة الكابحة من الفص الجبهوي الامامي.
ويضرب البرفوفبسور أندرسن مثالا جميلا: الحصين كحذاء الجندي، والفص الجبهوي كقائد الجند ، اذا اصدر أمره للجندي وحذاؤه تالف ( النقص في ال GABA) فلن يكون امتثاله مكتملاً.