عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والايدز (AIDS)
عوامل الخطر
العمر: ليس عامل مهم.
نوع الجنس: ليس عامل مهم.
الوراثة: ليس عامل مهم.
نمط الحياة: الجنس غير المحمي وتعاطي المخدرات عن طريق الوريد من عوامل الخطر.
نظرة عامة
إن الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والتي يمكن أن تؤدي إلى متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) إذا تركت دون علاج، كانت أكثر الأمراض المكتوب عنها والأكثر بحثًا على مدار الأعوام الـ 25 الماضية. على الرغم من تطوير عقاقير فعالة للحد من تقدم العدوى، الا انه لا يوجد حتى الآن لقاح ضد الفيروس، ولا يزال عدد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في ارتفاع، لا سيما في البلدان النامية.
يُعتقد أن فيروس نقص المناعة البشرية قد نشأ في إفريقيا، حيث يحمل فيروس مشابه بعض أنواع الحيوانات. يُعتقد أن الفيروس قد انتشر من القردة إلى البشر، ثم حول العالم من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي أو من خلال تبادل سوائل الجسم الأخرى. وقعت أول حالات معترف بها للإيدز في عام 1981، عندما اندلعت حالات غير عادية من الالتهاب الرئوي وسرطان الجلد لدى الشباب المثليين في لوس أنجلوس. بعد ذلك بعامين، تم عزل الفيروس المسبب وعرف باسم فيروس نقص المناعة البشرية.
يصيب فيروس نقص المناعة البشرية خلايا الجسم المناعية ويدمرها تدريجياً، مما يضعف الاستجابة للعدوى والسرطانات. قد لا تظهر على الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أعراض لسنوات، أو قد يتعرضون لعدوى خفيفة متكررة أو طويلة. عندما يصبح الجهاز المناعي ضعيفًا بشكل كبير، يكون الأشخاص عرضة للإلتهابات الخطيرة التي تسببها الكائنات التي تكون عادة غير ضارة، وكذلك لأنواع معينة من السرطان. تطور بعض الأمراض أو السرطانات المحددة يؤدي إلى تشخيص مرض الإيدز.
من يتأثر؟
بحلول نهاية عام 2003، كان هناك حوالي 34000 شخص في المملكة المتحدة مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، مع ما يقدر بنحو 16000 حالة غير مشخصة. يتم تشخيص حوالي 1600 حالة جديدة في المملكة المتحدة كل عام. في جميع أنحاء العالم، في عام 2003، أصيب ما يقرب من 40 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية، مع تشخيص حوالي 5 ملايين حالة جديدة خلال تلك السنة. نتيجة التقدم في صناعة الادوية، انخفضت الوفيات الناجمة عن الإيدز بشكل كبير في العالم المتقدم منذ منتصف التسعينيات. في المملكة المتحدة، انخفض العدد الإجمالي للوفيات بين الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من 667 في عام 1995 إلى 390 في عام 2002. ومع ذلك، فقد توفي حوالي 15000 شخص في المملكة المتحدة بسبب الإيدز منذ بدء تفشي المرض في أوائل الثمانينيات. مشكلة الإيدز أكبر بكثير في البلدان النامية، حيث العقاقير الجديدة التي تم تطويرها غير متوفرة أو لا يمكن تحمل تكاليفها.
كيف ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية والايدز
ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق سوائل الجسم، بما في ذلك الدم والمني والإفرازات المهبلية واللعاب وحليب الثدي. وينتقل عادة عن طريق الاتصال الجنسي، وعن طريق الفم، والمهبل. يكون الأشخاص أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية ويرجح أن ينقلوا الفيروس إذا كان لديهم عدوى أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الوريد ويشاركون أو يعيدون استخدام الإبر الملوثة بالفيروس معرضون لخطر العدوى. يتعرض العاملون الطبيون أيضًا لخطر تعرضهم لثقب الجلد العرضي بالإبر الملوثة، لكن الخطر منخفض.
يمكن أن تنتقل العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية من المرأة المصابة إلى الجنين أو إلى الطفل عند الولادة أو عن طريق الرضاعة الطبيعية. يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال عمليات زرع الأعضاء أو نقل الدم، ولكن في البلدان المتقدمة، أدى الفحص الروتيني للدم والأعضاء والأنسجة والتأكد من عدم وجود فيروس نقص المناعة البشرية إلى جعل خطر الإصابة بهذه الطرق منخفضًا للغاية. لا يمكن أن تنتقل العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الاتصال اليومي، مثل المصافحة أو السعال أو العطس. لا يوجد خطر على صحتك من العمل أو العيش مع شخص مصاب.
اسباب عدوى فيروس نقص المناعة البشرية والايدز
يدخل فيروس نقص المناعة البشرية إلى مجرى الدم ويصيب الخلايا التي لها هيكل خاص يسمى مستقبل كتلة التمايز 4 (CD4 receptor) على أسطحها. تتضمن هذه الخلايا نوعًا من خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا الليمفاوية ذو كتلة التمايز 4 والمسؤولة عن مكافحة العدوى في الجسم. الفيروس يتكاثر بسرعة داخل الخلايا ويدمرها في هذه العملية.
في البداية، يكون الجهاز المناعي قادرًا على العمل بشكل طبيعي، وقد لا تظهر الأعراض لسنوات. ومع ذلك، فإن عدد الخلايا الليمفاوية ذو كتلة التمايز 4 تقل في نهاية المطاف ، مما يجعل الجسم عرضة لانواع اخرى من العدوى وبعض أنواع السرطان.
الاعراض
يمكن أن تظهر الأعراض الأولى للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في غضون 6 أسابيع من دخول الفيروس إلى الجسم. بعض الناس يعانون من مرض يشبه الانفلونزا قد يشمل بعض أو جميع الأعراض التالية:
- تورم الغدد الليمفاوية.
- حمى.
- التعب وآلام العضلات.
- الطفح الجلدي.
- إلتهاب الحلق.
تظهر هذه الأعراض عادة بعد بضعة أسابيع، ويشعر كثير من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بأنهم بصحة جيدة. ومع ذلك، لدى بعض الأشخاص، قد تحدث أي من الاضطرابات الطفيفة التالية:
- استمرار تورم الغدد الليمفاوية.
- التهابات الفم مثل القلاع.
- بقع بيضاء مغمورة في الفم.
- مرض اللثة.
- عدوى الهربس البسيط المستمرة، مثل القروح الباردة.
- الثآليل التناسلية واسعة النطاق.
- حكة وتقشر الجلد.
- فقدان الوزن.
يختلف الوقت بين الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وبداية الإيدز ويمكن أن يتراوح بين سنة و 14 سنة. غالبًا يكون الاشخاص غير مدركين لسنوات أنهم مصابون بفيروس نقص المناعة البشري حتى يصابوا بعدوى أو أكثر من أنواع العدوى الخطيرة أو السرطانات المعروفة باسم الأمراض الدالة على الإصابة بالإيدز.
المضاعفات
المضاعفات الوحيدة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية هي تطور مرض الإيدز. إن الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية يقال انه مصاب بالإيدز إذا كان قد أصيب باحد الأمراض الدالة على الإصابة بالإيدز. تشمل هذه الأمراض العدوى الانتهازية (الالتهابات التي تحدث فقط عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض المناعة)، وبعض أنواع السرطان، واضطرابات الجهاز العصبي التي قد تؤدي إلى الخرف والارتباك وفقدان الذاكرة.
العدوى الانتهازية: قد تكون هذه الالتهابات ناتجة عن البروتوزوا أو الفطريات أو الفيروسات أو البكتيريا، وغالبًا ما تكون مهددة للحياة.
من أكثر الأمراض شيوعًا في الأشخاص المصابين بالإيدز وجود عدوى حادة في الرئتين من قبل المكتسية الرئوية الجؤجؤية. الأمراض الشائعة الأخرى هي داء خفيات الأبواغ الطفيلي، والتي قد تؤدي إلى الإسهال لفترة طويلة، وداء المقوسات، والتي يمكن أن تؤثر على الدماغ.
المبيضات البيضاء هي الفطريات التي يمكن أن تسبب التهابات سطحية خفيفة في الأشخاص الأصحاء ولكنها قد تنتج التهابات أكثر خطورة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالإيدز. قد يسبب داء المستخفيات الفطري الحمى والصداع والتهابات الرئة.
يعاني مرضى الإيدز من الالتهابات البكتيرية والفيروسية الشديدة. تشمل الالتهابات البكتيرية السل وعدوى السالمونيلا، والتي قد تؤدي إلى تسمم الدم. العدوى الفيروسية تشمل تلك التي تسببها فيروسات الهربس. يمكن أن تؤثر عدوى الهربس البسيط على الدماغ، مسببة التهاب السحايا والتهاب الدماغ الفيروسي. قد تتسبب عدوى الفيروس المضخم للخلايا في عدد من الحالات الشديدة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ الفيروسي ونوع من التهاب العين الذي يمكن أن يؤدي إلى العمى. ومع ذلك، فإن الأشخاص المصابين بالإيدز ليسوا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشائعة مثل نزلات البرد.
السرطانات: إن أكثر أنواع السرطان شيوعًا التي تصيب الأشخاص المصابين بالإيدز هي ساركوما كابوسي (Kaposi’s sarcoma)، وهو نوع من سرطان الجلد يمكن أن يؤثر أيضًا على داخل الفم والأعضاء الداخلية، بما في ذلك الرئتين. أنواع أخرى من السرطان التي تحدث عادة في مرضى الإيدز تشمل الأورام اللمفاوية، مثل ليمفوما اللاهودجكين. سرطان عنق الرحم هو مرض دال على الإيدز في النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية.
التشخيص
إذا كنت تشك في أنك قد تعرضت لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، فيجب عليك فحص الدم للتحقق من وجود أجسام مضادة ضد الفيروس. يجب عليك القيام بفحص الدم هذا إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، وغالبًا ما يتم تقديمه كجزء من الرعاية السابقة للولادة. يتم الحصول على الموافقة دائمًا قبل الاختبار، ويتم تقديم المشورة قبل وبعد الاختبار لمناقشة الآثار المترتبة على النتيجة الإيجابية.
إذا كانت نتيجة اختبار فيروس نقص المناعة البشرية لديك سلبية، فقد ينصح بإجراء اختبار آخر في خلال 3 أشهر لأن الأجسام المضادة تستغرق وقتًا طويلاً لتتكون. قد يصعب أيضًا تشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لدى طفل امرأة مصابة بالفيروس لأن الأجسام المضادة للأم قد تبقى في دم الطفل لمدة تصل إلى 18 شهرًا.
يتم تشخيص مرض الإيدز عندما يتطور المرض الدال على الايدز، مثل عدوى تكيسات الرئة، أو عندما يظهر اختبار دم أن عدد الخلايا الليمفاوية ذو كتلة التمايز 4 قد انخفض إلى ما دون مستوى معين.
العلاج
إذا كانت نتيجة اختبار فيروس نقص المناعة البشرية لديك إيجابية، فمن المحتمل أن يتم تحويلك إلى مركز خاص حيث ستتلقى المراقبة والعلاج والمشورة من فريق من المتخصصين في الرعاية الصحية.
قد يبدأ العلاج بالادوية عندما يتم تشخيص إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية، أو عندما تظهر اختبارات الدم أن مستويات الفيروس تزداد أو أن مستوى الخلايا الليمفاوية ذو كتلة التمايز 4 آخذ في الانخفاض. مكنت التطورات في استخدام مجموعات من الأدوية المضادة للفيروسات التي تمنع ازدياد اعداد فيروس نقص المناعة البشرية من منع تطور الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الى الإيدز وقمع العدوى الفيروسية إلى مستويات لا يمكن اكتشافها في بعض الاشخاص.
بمجرد تطور مرض الإيدز، يتم التعامل مع العدوى الانتهازية فور حدوثها. في بعض الحالات، قد يكون هناك أيضًا علاج وقائي طويل الأمد ضد الأمراض الأكثر شيوعًا. يمكن الحصول على الدعم العاطفي والمشورة الفعلية عن طريق العديد من المجموعات والمنظمات الخيرية التي تساعد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.
المسار المحتمل للمرض
لا يوجد علاج لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، لكن العلاجات الدوائية المتوفرة في العالم المتقدم قد مكنت من اعتبار الحالة مرضًا طويل المدى وليس مرضًا قاتلًا سريعًا. منذ إدخال علاجات الأدوية المضادة للفيروسات، انخفضت الوفيات الناجمة عن الإيدز في العالم المتقدم بشكل كبير. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يعيشون في العالم النامي، فإن الافاق شبه معدومه. القليل منهم سيحصلون على العلاج الحديث، وإذا تركوا دون علاج، فإن نصف المصابين بالفيروس يصابون بالإيدز في غضون 10 سنوات ويموتون.