علاج قرحة المعدة بالاعشاب
من المعلوم أن جدار المعدة والاثني عشر مغطى من الداخل بطبقة كثيفة مؤلفة من مادة مخاطية تحميه من تأثير حامض كلور الماء الذي تفرزه المعدة بكثافة وبشكل دائم.
والقرحة ببساطة هي عبارة عن جرح متقرح يصيب هذا الجدار من الداخل و يستعصى على الشفاء بسبب حامض كلور الماء المذكور والذي يلامس هذا الجرح على الدوام.
ومن أهم اسباب حدوث القرحات:
الاضطرابات النفسية، القلق والتوتر الدائمين، وزيادة حموضة المعدة بشكل دائم وملحوظ، وتناول الكحول والبهارات والمخللات وشرب السوائل شديدة السخونة وشديدة البرودة والتدخين وغيرها من الأسباب.
والقرحة هي مرض يحدث في المعدة والاثني عشر ويصيب جميع الأشخاص وفي كل الأعمار خاصة من تتراوح أعمارهم بين سن الثلاثين والخمسين عاماً. وتحدث آلاماً ومضاعفات مزعجة جداً يعرفها المصابون جيداً، ولها أنواع، ودرجات، ويحتاج علاجها إلى وقت طويل حتى يتم الشفاء؛ وإهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة؛ منها نزف القرحة أو انثقاب مكانها.
العلاج:
يعتمد علاج القرحة على عدد من الاسباب أهمها:
- تعديل حموضة المعدة اثناء فترة العلاج بشكل دائم وإلى أن يتم الشفاء.
- الاهتمام بالغذاء ونوعيته. فمريض القرحة يجب أن يمتنع عن تناول الطعام الحريف والمخللات والبهارات وغيرها مما سيرد ذكره، وأن يختار ما يريحه من مأكولات، ويبتعد عن كل ما يزعجه.
- ننصح دائماً بالامتناع كلياً عن تعاطي المشروبات الروحية والتدخين لان ذلك يساعد على الشفاء.
- يلعب القلق النفسي والاضطراب العاطفي دوراً هاماً جداً فى حدوث القرحات وفي شفائها أيضاً. حيث يعتبر الاستقرار النفسي والهدوء العقلي والعصبي من أهم أسباب الشفاء.
وبالإضافة إلى تطبيق ما سبق من إرشادات، نورد فيما يلي وصفات هامة تساعد على شفاء القرحة، فنذكر اسم النبات المستعمل مع شرح لطريقة تحضير العلاج واستعماله:
(1). البطاطا: إن شرب عصير البطاطا الحلوة أو العادية يزيل ألم القرحة بوقت قصير، والاستمرار في شرب هذا العصير بشكل يومي ولمدة طويلة (مئة يوم) يساعد على الشفاء التام من القرحة. ويوجد اليوم في الصيدليات دواء مصنوع من البطاطا تحت اسم (solanolyt) لمعالجة القرحة، وقد أعطى نتائج باهرة ويعتبر من أفضل الأدوية المتوفرة على الإطلاق.
(2). ثمار اللوز: يؤخذ حوالي ثلاثين غراماً من ثمار اللوز الحلو المجفف والمقشر ويسحق سحقاً جيداً جدأ (كالطحين)، ثم يمزج مع خمسين غراماً من الحليب المغلي. وإذا توفر العسل الصافي؛ يضاف للمزيج مقدار ملعقة ويحرك جيداً، ويشرب صباحاً على الريق قبل الطعام بربع ساعة، وبعد عدة أيام تزول عوارض القرحة ويشعر المرء بالراحة التامة. ولكن ليتم الشفاء الكامل ينصح بالاستمرار في هذا العلاج لمدة مائة يوم.
(3). السوس: إن جذور نبات السوس دواء فعال جداً لشفاء القرحة ولتسكين آلامها (وهو ما يسمى شعبياً بالعرقسوس). ويتم العلاج بإضافة مقدار ملعقة كبيرة من مسحوق جذور السوس (حوالي خمسين غراما) إلى فنجان من الماء بدرجة الغليان ويترك ليتخمر لمدة خمس عشرة دقيقة ثم يصفى ويشرب فاتراً، فتزول أعراض وآلام القرحة خلال عدة أيام. وليحصل الشفاء التام يجب أن يستمر في العلاج من خمسين إلى مائة يوم متواصلة. وينصح أن لا يشرب منه في اليوم الواحد أكثر من مائتي سنتيميتر مكعب موزعة في أربع دفعات؛ أي حوالي فنجان قهوة كبير أربع مرات كل يوم.
وننبه إلى أن العرقسوس هذا لا يصلح للمصابين بارتفاع الضغط الشرياني وللمصابين بداء السكري؛ وخاصة إذا كان المصاب من المدخنين. وإذا بالغ الإنسان (حتى الذي يتمتع بصحة جيدة) في شرب العرقسوس فإنه يصبح مضراً بدلاً من أن يكون نافعاً، ولذلك يجب التقيد بالمقادير المذكورة سابقاً حتى من قبل الاصحاء.
(4). الختمية: تجمع أزهار نبات الختمية وتجفف وتستعمل لتحضير مغلي يفيد في علاج قرحات المعدة وقرحاث الاثني عشرة وتفيد، بشكل عام، لعلاج آلام المعدة والأمعاء، حيث يضاف من الأزهار المجففة مقدار ملعقة شاي إلى كأس من الماء بدرجة الغليان، ويترك ليتخمر لمدة ساعتين ثم يصفى ويشرب منه فاترا مقدار فنجان قهوة صغير أربع مرات كل يوم. وبعضهم ينصح بإضافة أوراق النبات المجففة أيضاً مع الأزهار. ويستمر العلاج لفترة طويلة أقلها أربعة أشهر وأكثرها سنة أو حتى يتم الشفاء الكامل.
(5). الملفوف: تبين بالتحالييل المخبرية الحديثة أن نبات الملفوف (يَخَنَا) يحوي العامل الفيتاميني (ulcers) وهو العامل المضاد للقرحة. لذلك نجد أن الملفوف من أفضل النباتات التي تعالج القرحات المعدية والاثني عشرية. وقد ثبت بالتجربة أنه مفيد جدا في علاج القرحات. ولتطبيق العلاج يمكن أن يتبع إحدى الطريقتين التاليتين:
- تغسل أوراق الملفوف جيدا وتقطع وتهرس وتعصر بأية طريقة ممكنة، ويؤخذ من هذا العصير مقدار قدح متوسط وطازج قبل كل طعام بنصف ساعة أو أكثر.
- بعد عصر الملفوف، يجفف تحت أشعة الشمس بشكل جيد، ثم يسحق وعند الاستعمال يضاف مقدار ملعقة من المسحوق السابق إلى نصف كأس من الماء الفاتر ويؤخذ قبل الطعام بساعة. ويستمر في العلاج لمدة شهرين كاملين أو أكثر حتى يتم الشفاء الكامل.
(6). طريقة الدكتور جارنت تشيني في علاج قرحة المعدة: أجرى الدكتور جارنت تشيني، الأستاذ بجامعة ستانفورد، تجارب على مئة مريض بقرحة المعدة؛ إذ أعطى لهم جرعات يومية صغيرة من عصير الكرنب، فاختفى الألم في خلال خمسة أيام وشفيت القروح نفسها في أقل من أسبوعين. ونحن ننصح بالاستمرار في العلاج لمدة 40 الى 50 يوما.
ويقول إن عصير الكرنب النيء يحوي فيتامين (Ulcerus) الذي يكسب بطانة القناة الهضمية قدرة على مقاومة الأحماض التي تحويها العصارات الهاضمة.
(7). زيت السمك استعمل حديثاً: على الرغم من أن زيت السمك ليس مستحضر نباتيا لكني رأيت أن أورد استعماله في علاج القرحات نظرا لأهمية الموضوع . فقد أصبح زيت السمك، نظرا لاحتوائه على فيتامين (A) ولتمتعه بميزات ينفرد بها دون غيره، أصبح يستعمل في علاج القرحات المعدية على نطاق واسع. ويتم ذلك بأن يؤخذ منه حوالي عشرين غراما كل يوم صباحاً وعلى الريق، والاستلقاء على الظهر بعد تناول الزيت لمدة ساعة.
وغالما، يساعد هذا الزيت على الشفاء من القرحة في عدة أسابيع، مع ملاحظة أن الإفراط في تناول فيتامين A الذي يوجل بكثرة في زيت السمك كما ذكرنا، يسبب اصفرار الجلد وتضخم الكبد وصداعا وغثيانا وغيرها من المضاعفات التى قد تكون خطرة، لذلك ينصح بالاعتدال في تناول هذا العلاج مع مراقبة الحالة.
(8). الجزر: يحتوي الجزر على مواد وأملاح معدنية وفيتامينات كلها تساعد على شفاء الجروح ووقف النزيف. وهو فعال جدا في معالجة القرحات ووقف نزيفها، وفي معالجة أمراض الأمعاء كلها بشكل عام. ولذلك ينصح المصابون بالقرحات بأكل الجزر أو شرب عصيره بمعدل كيلوغرام واحد إلى اثنين كل يوم وحتى يتم الشفاء.
علاج نزف القرحة:
نورد فيما يلي طريقتين لعلاج نزوف القرحات:
- طريقة أولى: تجفف ثمار البلوط الناضجة والسليمة، وكذلك قشور الأشجار الفتية، وتستعمل معا بعد سحق الثمار قبل استعمالها مباشرة، حيث يضاف مقدار ملعقة من قشور ومسحوق ثمار البلوط المجففة إلى كأس من الماء ويغلى من خمس إلى عشر دقائق، ثم يصفى ويشرب منه مقدار فنجان قهوة متوسط الحجم أربع إلى ست مرات كل يوم ويستمر في تكرار وفعل ذلك حتى الشفاء التام.
- طريقة ثانية: تجمع درنات نبات السحلب فى وقت ازهرار النبات وقبل موت الأزهار، وتنظف وتزال قشرتها الخارجية، وتحزم كل عدة درنات فى رزمة وتربط بخيط، ثم تغطس في ماء يغلى لمدة ثلاث دقائق، وتسحب من الماء وتترك مربوطة وتعلق في مكان جاف حسن التهوئة وتترك حتى تجف تماما، حيث تكون جاهزة للاستعمال ويمكن حفظها لفترة طويلة لأن الماء المغلي يكون قد قتل جنين النمو فيها، وبالتالي أزال معظم طعمها المر ورائحتها غير المستحبة. ولتطبيق العلاح تسحق الدرنات ويضاف منها مقدار ملعقة متوسطة إلى فنجان متوسط من الماء ويحرك جيداً ويشرب بارداً (في المرة الأولى: وفي المرات التالية تؤخذ نصف الكميات السابقة ويكرر ذلك ست مرات إلى ثمان مرات كل يوم. ويستمر فى فعله حتى الشفاء الكامل.
ملاحظة: تفيد هذه الوصفة أيضاً في علاج نزف البواسير.
نصائح للمصابين بقرحة المعدة:
- الامتناع عن الإكثار من الطعام فى الوجبة الواحدة.
- عدم الإكثار أو الامتناع النهائي عن شرب عصير البرتقال والليمون والحوامض عامة.
- عدم أكل الجوز والمكسرات بأنواعها. وإذا كان المصاب بالقرحة لا بد أن يأكل المكسرات فينصح بهذه الحالة بأكلها بعد الطعام مباشرة وبمضغها بشكل جيد وبعدم الإفراط في ذلك.
- الامتناع عن أكل البصل النيء.
- عدم أكل البندورة المطبوخة أو الطازجة أو شرب عصيرها.
- ينصح المصابون بالقرحات المعدية والتهاب المعدة وبالبواسير واضطرابات جهاز الهضم بشكل عام بعدم أكل الفليفلة الحدة نهائيا والفلفل الأسود الحار والبهارات والمخللات بأنواعها وكل ما هو حار وحريف، لأنها تؤذي أصحاب العلل السابقة. بل وتساعد على حدوثها أيضا.
- يفيد المصابين بالقرحات المعدية أكل الخيار الطازج لأنه يساعد على تعديل حموضة المعدة الزائدة، ولهذا ينصح المصابون بزيادة حموضة المعدة بجعله جزءا من طعامهم اليومي، مع ملاحظة أن الخيار بطيء الهضم ويمكث في المعدة فترة طويلة نسبياً قبل هضمه ومروره إلى الأمعاء.
- ويفيدهم الإكثار من أكل السكر الطبيعي (وليس السكر الأبيض المعروف).