الأمراض النفسية والعصبية

فقدان الذاكرة Amnesia

نظرة عامة


قد يحدث فقدان الذاكرة بعد تلف جزء من الدماغ يسمى الفص الصدغي، وهو أمر ضروري للمعالجة وتخزين الذاكرة والتذكر. يؤدي تلف الدماغ هذا إلى فقدان خلايا المخ التي لا يمكن تعويضها. عادةً يحدث تلف الدماغ الأكثر أهمية نتيجة الصدمة الجسدية أو المرض أو تعاطي المخدرات أو الكحول أو سوء التغذية أو انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما يسمى قصور الأوعية الدموية. يمكن أن تسبب العدوى، مثل الهربس والالتهابات، مثل التهاب الدماغ، تلفًا في الدماغ وتسهم أيضًا في ظهور فقدان الذاكرة. قد تؤدي الاضطرابات العقلية، مثل الاكتئاب والفصام، إلى إضعاف القدرة على تذكر التفاصيل الشخصية. يسمى هذا الاضطراب بفقدان الذاكرة النفسي. يرتبط فقدان الذاكرة أيضًا بشكل شائع بالاضطرابات التي يتدهور فيها الدماغ، مثل مرض الزهايمر.

ينقسم فقدان الذاكرة غالبًا إلى ثلاث فئات، تختلف كل منها في سببها وأعراضها. غالبًا ما ينتج فقدان الذاكرة التقدمي عن صدمة الدماغ ويظهر على أنه عدم القدرة على وضع ذكريات جديدة مكتسبة بعد الصدمة. لذلك، فإن تذكر الأحداث الأخيرة والذاكرة قصيرة المدى ضعيف، لكن الأحداث التي سبقت الصدمة يتم تذكرها بوضوح. بالمقابل، فقدان الذاكرة الرجعي هو عدم القدرة على تذكر الأحداث التي حدثت قبل الصدمة. يمكن أن يحدث فقدان الذاكرة التقدمي وفقدان الذاكرة الرجعي معًا في نفس المريض.

الفئة الثالثة هي فقدان الذاكرة الشامل العابر، والذي يُفترض أنه ناجم عن نقص التروية. تشير الأبحاث إلى أنه قد ينجم عن الصداع النصفي أو النوبة الإقفارية العابرة، والتي تحدث عندما يؤدي انسداد في الشريان إلى قطع إمدادات الدم مؤقتًا عن جزء من الدماغ. يمكن أن يستمر فقدان الذاكرة الشامل العابر في أي مكان من ساعة إلى يوم، لكن المرضى يفقدون كل ذاكرة الأحداث الأخيرة ويواجهون صعوبة في تذكر المعلومات الجديدة.

التشخيص


لا يوجد اختبار تشخيصي قاطع لتحديد سبب فقدان الذاكرة. تتضمن المعلومات التي قد تكون مفيدة الصدمات أو المرض الحديث، وتاريخ تناول الأدوية، والصحة العامة للشخص المصاب. غالبًا ما يتم إجراء فحص نفسي عصبي لتحديد مدى فقدان الذاكرة وتأثر نظام الذاكرة. قد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي مفيدًا في معرفة ما إذا كان الدماغ قد تعرض للتلف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إجراء اختبارات الدم والبول لتحديد التعرض للسموم البيئية أو الاستهلاك الأخير للكحول أو تعاطي المخدرات. قد تستبعد اختبارات الدم أيضًا الأسباب الأيضية القابلة للعلاج أو الاختلالات الكيميائية.

العلاج


إذا كان فقدان الذاكرة مرتبطًا بموت الخلايا العصبية، فمن المحتمل أن يكون لا رجعة فيه. اعتمادًا على سبب فقدان الذاكرة، قد يتمكن الدماغ من استعادة العديد من وظائفه المفقودة سابقًا، أو بالعكس قد يزداد سوءًا. قد يلاحظ أولئك الذين يعانون من فقدان الذاكرة نتيجة لإصابة الدماغ بعض التحسن في وظائفهم المعرفية على مدى فترة من الزمن حيث يحاول الدماغ أن يشفي نفسه. ومع ذلك، عندما يرتبط فقدان الذاكرة باضطراب تنكسي عصبي مثل مرض الزهايمر، فمن غير المرجح حدوث تحسن.

يختلف العلاج حسب نوع فقدان الذاكرة وغالبًا ما يكون محددًا لحالة معينة. إعادة التأهيل الإدراكي (وهو شكل من أشكال العلاج الموجه لمساعدة الأشخاص على التعلم أو إعادة تعلم طرق التركيز) مفيد بغض النظر عن السبب، من حيث أنه يساعد المرضى على تعلم استراتيجيات للتعامل مع فقدان الذاكرة، مثل الاحتفاظ بدفتر للتذكر أو تدوين الملاحظات في المنزل كتذكير بأحداث أو مهام مهمة. اعتمادًا على درجة فقدان الذاكرة وسببها، قد يتمكن المصابون بفقدان الذاكرة من عيش حياة طبيعية نسبيًا.

الوقاية


عن طريق منع أو تقليل إصابات الدماغ، يتم تقليل خطر الإصابة بفقدان الذاكرة. وتشمل هذه التدخلات ارتداء خوذة عند ركوب الدراجات أو عند المشاركة في رياضات يحتمل أن تكون خطرة واستخدام أحزمة أمان السيارات. كما أن تجنب الإفراط في تناول الكحوليات أو تعاطي المخدرات يقلل أيضًا من خطر تلف الدماغ. علاوة على ذلك، يجب معالجة التهابات الدماغ الفيروسية التي تسبب التهاب الدماغ على الفور وبقوة لتقليل الضرر الناتج عن التهاب الدماغ. يجب أيضًا على الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية أو تمدد الأوعية الدموية في المخ أو نوبات إقفارية عابرة طلب العلاج الطبي الفوري. قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر الأوعية الدموية أو تاريخ عائلي من الأحداث الوعائية الدماغية من العلاج الوقائي بالأسبرين تحت إشراف طبيب الرعاية الأولية.

هذه المعلومات للاطلاع فقط , وهي لا تغني عن زيارة الطبيب أو الصيدلاني، و يجب عليك عدم تناول أي دواء دون استشارة طبية, و نحن في مجلة صحتنا الالكترونية بذلنا جميع جهودنا لاظهار احدث ما توصل اليه العلم في هذه المعلومات الطبية, لكننا لا نضمن صحتها بشكل كامل و لسنا مسؤولين عن اي ضرر يحدث نتيجة سوء استخدامها, و يجب عليك استشارة الطبيب دائماً.

اسأل طاقمنا الطبي الآن