فوائد مستخلص ورق الزيتون

الجميع على دراية بالفوائد الصحية لزيت الزيتون، وخاصه زيت الزيتون البكر الممتاز، وزيت الزيتون ليس فقط له درجة عالية من الأهمية بين الطهاة في جميع أنحاء العالم، فهو يلعب دورا رئيسيا في حمية البحر الأبيض المتوسط، والمعروفة بأنها واحدة من أصح الوجبات الغذائية التي يمكنك أكلها. إضافة زيت الزيتون الى الطعام يعطيه مذاقا لذيذا و رائحة زكية.

ولكن جزء آخر من شجرة الزيتون هو أقل شهرة، لكنه يمنح فوائد لا تصدق، وهي ورقة الزيتون. هذه العشبة الطبية التقليدية ذات الاستخدامات العلاجية التي يعود تاريخها الى قرون أصبحت شعبية بين دعاة الصحة، ويمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات الطبية، وذلك بفضل مركباتها النباتية القوية والتي تحتوي على مضادات الأكسدة البوليفينوليك الطبيعية.

في الطب المغربي التقليدي، كانت أوراق الزيتون تستخدم للمساعدة في استقرار نسبة السكر في الدم والسيطرة على مرض السكري، في حين أن المصريين القدماء استخدموها في عملية التحنيط. بعد قرون من الزمان، في أوائل القرن التاسع عشر، كان الناس يستخدمون أوراق الزيتون المسحوقة في المشروبات من أجل الحد من الحمى، وحوالي منتصف القرن التاسع عشر، كانوا يستخدمونها في الشاي لعلاج الملاريا.

وبفضل الدراسات العلمية الحديثة التي أثبتت العديد من فوائدها الصحية، أصبحت أوراق الزيتون تزداد شعبية وتحترم ليس فقط في بلدان زراعة الزيتون مثل المغرب ولبنان وفلسطين، ولكن أبعد من ذلك بكثير.

أحد المواد الأولية في أوراق الزيتون هو مركب يعرف باسم أوليوروبين، وقد جذب انتباه العلماء لأكثر من 100 سنة، أوليوروبين له فعالية مضادة للفطريات، و مضادة للفيروسات ومضادة للبكتيريا. وقد اكتشفت الدراسات المختبرية أن مستخلص أوراق الزيتون فعال في مكافحة الكائنات الحية الدقيقة مثل الفطريات والبكتيريا والبروتوزوا والفيروسات، وغيرها من الكائنات الدقيقة و التي تسبب الأمراض.

7 فوائد مثبته لمستخلص أوراق الزيتون:

1. الحد من مخاطر السرطان:

يمكن أن تلعب أوراق الزيتون دورا أساسيا كجزء من العلاج الطبيعي للسرطان، فضلا عن الحد من خطر تطور المرض. ويرجع ذلك إلى قدرتها على وقف عملية تولد الأوعية والتي تؤدي إلى نمو الورم. مادة أوليوروبين لها تأثير قوي مضاد للأورام ومضاد للأكسدة من خلال منع استنساخ وهجرة الخلايا السرطانية المتقدمة.

ووجدت الأبحاث التي أجريت في جامعة يوانينا في اليونان وذلك في عام 2009 أن مستخلص أوراق الزيتون كان لها فعالية مضادة للأكسدة جيدة جدا والتي كانت قادرة على تثبيط السرطان واستنساخ الخلايا البطانية. كما تمكنت من إبطاء نمو الخلايا المرتبطة بسرطان الدماغ وسرطان المثانة البولية وسرطان الثدي.

2. خفض ضغط الدم:

يقدم مستخلص أوراق الزيتون أيضا خصائص مضادة لارتفاع ضغط الدم والتي يمكن أن تعالج ارتفاع ضغط الدم، والمساعدة في نهاية المطاف على تقليل مخاطر المضاعفات المحتملة في القلب بسبب ارتفاع ضغط الدم. في عام 2011، قام خبراء في جامعة إندونيسيا بتقييم فعاليته بالمقارنة مع دواء موصوف بوصفة طبية معروف باسم كابتوبريل لأولئك الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم . أعطي المرضى 500 ملليغرام من مستخلص أوراق الزيتون مرتين كل يوم لمدة ثمانية أسابيع وقد لوحظ انخفاضا كبيرا في ضغط الدم الانبساطي و الانقباضي.

وأشار الباحثون إلى أنه في حين أن كل من الأدوية ومستخلص أوراق الزيتون كانت قادرة على منع ارتفاع ضغط الدم، الا أن مستخلص أوراق الزيتون أيضا أظهرت فائدة أخرى، وهي خفض مستويات الدهون الثلاثية. وأيضا دواء كابتوبريل له العديد من الآثار الجانبية المحتملة مثل فقدان الذوق، والدوخة، والسعال الجاف، أما المرضى الذين تناولوا مستخلص أوراق الزيتون كانوا قادرين على التمتع بالفوائد الطبية دون آثار جانبية.

3. مكافحة الميكروبات:

كما تعلمون، المضادات الحيوية التي كانت ذات فعالية عالية تصبح غير فعالة عندما تتحول البكتيريا و تطور مقاومة لها. بعض السلالات البكتيرية، مثل (المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين)، أصبحت مشكلة كبيرة في المستشفيات حيث أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية، وهي يمكن أن تكون قاتلة.

والخبر السار هو أن البكتيريا لا يمكن أن تصبح مقاومة للمواد المضادة للبكتيريا الطبيعية لأنها تتكون عموما من عدد من المواد المعقدة التي تعمل جميعا معا لإنتاج النتائج المطلوبة. وأوراق الزيتون كانت ومازالت قادرة على مقاومة الهجمات البكتيرية منذ آلاف السنين.

واحدة من أهم فوائد أوراق الزيتون هو قدرته على مكافحة العدوى، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والتهاب الكبد B والتهاب السحايا والملاريا والسل والمبيضات والسيلان. الأوراق أيضا قادرة على مكافحة التهابات الأذن، و التهاب المسالك البولية، والتهابات الأسنان.

ووجدت البحوث التي أجريت في عام 2003 أن مستخلص أوراق الزيتون توفر خصائص مضادة للميكروبات والتي تحارب بفعالية الفطريات والبكتيريا. في الواقع، المستخلص كان قادرا على قتل ما يقرب من جميع البكتيريا التي تم اختبارها.

4. الجلد أكثر صحة ونضارة:

مستخلص أوراق الزيتون يقدم العديد من الفوائد على الجلد. في الواقع، وفقا لدراسة سنة 2008 نشرت في المجلة الدولية لعلوم التجميل، وجد الباحثون أن استخدام مستخلص أوليوروبين من أوراق الزيتون كان قادرا على الحد بشكل كبير من احمرار الجلد وتحسين تدفق الدم والجفاف أفضل من فيتامين E. في الدراسة، استخدم المشاركون هلام يحتوي على مادة أوليوروبين بعد خضوعهم للعلاج بالأشعة فوق البنفسجية.

وقد تم اكتشاف أيضا أن أوراق الزيتون تحمي من سرطان الجلد، وفقا لدراسة نشرت في المجلة الدولية للسرطان في عام 2011. في الدراسة التي أجريت على الفئران، كان مستخلص أوراق الزيتون قادرا بشكل كبير على تثبيط تكاثر الخلايا وكذلك الحث على موت الخلايا المبرمج المبكر في زراعة لنسيج من خلايا سرطان الجلد. ووجد العلماء أيضا أن علاج الأورام المثبتة في الفئران بواسطة مستخرج أوراق الزيتون خفض حجم الورم. واكتشف الباحثون اليابانيون من قسم الكيمياء الحيوية أن مستخلص أوراق الزيتون المعطى للفئران المصابين بتلف بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، حسن من مرونة الجلد وسمكه.

بالنسبة للبشر، وبفضل المستوى العالي لمضادات الأكسدة في أوراق الزيتون، فضلا عن قدرته على التخلص من السموم، فمن المعروف أن أوراق الزيتون لديها القدرة على اصلاح سنوات من تلف الجلد، بما في ذلك علامات الشيخوخة، من ما يساعد الجلد في أن يصبح أكثر صحة ويبدو أصغر سنا أيضا .

5. تعزيز الجهاز المناعي:

وذلك بفضل خصائص مستخلص أوراق الزيتون المضادة للفيروسات. أوراق الزيتون قد لا تعالج الفيروسات الخطيرة فحسب، بل قد تكون قادرة على المساعدة في مكافحة البرد. وقد أظهرت الدراسات أن مستخلص أوراق الزيتون يمكن أن تحارب مجموعة من الميكروبات المسببة للأمراض، بما في ذلك بعض الفيروسات التي من المعروف أنها تسبب التهابات في الجهاز التنفسي والانفلونزا.

المواد القوية التي توجد في أوراق الزيتون تعمل عن طريق تدمير الميكروبات التي تغزو الجسم، ومنع الفيروسات من التكاثر و التسبب بالعدوى. في عام 2003، دراسة في كلية الطب في جامعة نيويورك، وجدت أن علاج المرضى بمستخلص أوراق الزيتون كان قادرا على علاج العديد من التغيرات المرتبطة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية.

6. علاج التهاب المفاصل:

التهاب المفاصل هو مرض يصيب المفاصل ويسبب الألم وتورم في المفاصل. أوراق الزيتون ليس فقط تقدم خصائص مضادة للالتهابات، فهي أيضا فعالة جدا في التخفيف الطبيعي من أعراض التهاب المفاصل. وقد أظهرت آثاره الطبيعية المضادة للالتهابات فعالية عالية كالأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل دواء ايبوبروفين. مستخلص أوراق الزيتون، كما تم ذكره، هي أيضا تحسن و تعزز المناعة وذلك لخصائصها القوية المضادة للأكسدة، وقد ثبت في الدراسات أن مستخلص أوراق الزيتون له آثار مفيدة على كل من التهاب المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي.

ووجدت دراسة أجريت عام 2012 من جامعة داليان الطبية الصينية أن مستخلص أوراق الزيتون كان قادرا على الحد بشكل كبير من تورم مخلب الفئران التي كانت تعاني من التهاب المفاصل. وأشار الباحثون إلى أن الآثار الإيجابية ترجع إلى قدرة المستخلص على الحد من الالتهاب في المفاصل. وقد وجدت أبحاث أخرى أنه يساعد على تخفيف الألم المزمن المرتبط بهشاشة العظام. كما أنه يساعد على تقليل إنتاج السيتوكينات والانزيمات، والتي هي علامة لعملية الالتهاب، وفقا لدراسة ايطالية نشرت في عام 2014.

و استنتج الباحثون من تلك الدراسة إلى أن “زيت الزيتون و مستخلص أوراق الزيتون هي علاجات تقليدية طبيعية مشهورة تستخدم لعلاج الحالات المختلفة، بما في ذلك التهاب الجلد والتئام الجروح ومعالجة الحروق والمعدة وآلام  الأمعاء والحمى الناجمة عن الملاريا والتهابات مختلفة، والثعلبة، وألم الروماتيزم، والتهاب الأذن الوسطى، والكساح، والتشوهات، وعرق النسا، وارتفاع ضغط الدم، كما أنه مدر للبول، وملين ومنشط جنسي.

7. تحسين وظيفة الدماغ ومكافحة مرض الزهايمر:

قد ثبت منذ فترة طويلة أن أولئك الذين يتبعون النظام غذائي الخاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط ​​ويحافظون على النشاط البدني والعقلي، هم أقل عرضة للمعاناة من الخرف. ويبدو أن الزيتون، على وجه الخصوص، يلعب دورا رئيسيا في هذا الصدد، وكذلك أوراق الزيتون.

وقد ثبت أن أوراق الزيتون لها تأثير قوي على وظيفة الدماغ. وقد وجدت الأبحاث أن أحد المركبات الرئيسية في ورقة الزيتون، وهي مادة أوليوروبين، قادرة على تقليل حدوث أو أعراض ظروف الدماغ المرتبطة بالعمر مثل الخرف ومرض الزهايمر. وقد كشفت الدراسات أن هناك صلة بين الأضرار التي تسببها الجذور الحرة والزهايمر ولأن أوراق الزيتون تحتوي على مستويات عالية من المواد المضادة للاكسدة، فإنه يمكن أن تساعد في تقليل الضرر الناجم عن الجذور الحرة وحتى حماية الدماغ ضد فقدان الذاكرة.